طلال سلامة من روما: تطل التنصتات الهاتفية السرية على الساحة السياسية الوطنية عبر أبوابها ونوافذها العريضة، ثانية. وهي مسألة حساسة تشعل الصراع بين حكومة برلسكوني والمعارضة، بعد استراحة صيفية دامت بضعة أسابيع فقط. في موازاة ذلك، تحتد التجاذبات بين برلسكوني وبرودي من بُعد. وتتمثل الفتيلة التي أشعلت هذا الصراع مجدداً في مكالمات هاتفية أجراها برلسكوني مع عدد من الشخصيات البارزة قامت الأجهزة الأمنية المختصة بتعقبها وتسجيلها سراً قبل أن تقوم بعض وسائل الإعلام بالحصول عليها(بطريقة من الطرق) ثم نشرها علناً ليسمعها ويقرئها الملايين هنا. تندرج التنصتات الهاتفية السرية لمكالمات برلسكوني تحت إطار تحقيقات حول خدمات قدمها برلسكوني الى عدد من الأصدقاء والمقربين الى عائلته. كازيني يقع ضحية برلسكوني
هكذا، يحاول فريق برلسكوني التنفيذي اقتراح قانون لتنظيم استعمال المدعين العامين للتنصتات الهاتفية السرية. على الرغم من تعاطف برلسكوني مع رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق الذي وقع بدوره ضحية هذه التنصتات التي لم تنجح لليوم في إلصاق أي تهمة به، إلا أن رد برودي على هذا التضامن جاء بارداً. فبرودي ضد أي قانون يجري الإقرار به بسرعة البرق من أجل منع القضاة من المضي قدماً في تحقيقاتهم.
سبق لوسائل الإعلام المحلية أن عرضت، نصاً وصوتاً، محتويات المكالمات الهاتفية الخاصة ببرودي. هكذا، يريد برلسكوني التدخل لمنع أي quot;إفراطquot; في النفوذ القضائي الهادف الى إلحاق الأذى بحياة المواطنين وحرياتهم الشخصية. علماً أن نزع سلاح التنصتات الهاتفية من شأنه إضعاف فعالية الأجهزة القضائية. من جانبه يعتقد quot;فالتر فلترونيquot;، رئيس الحزب الديموقراطي اليساري، أن التضامن الذي يبديه برلسكوني مع برودي quot;مزيفquot;. إذ كان يكفي على برلسكوني منع وسائل الإعلام التابعة له من نشر محتويات المكالمات الهاتفية، التي تم تسجيلها سراً، علناً أمام ملايين القراء.
التعليقات