دمشق: اعتبرت صحف سورية الجمعة بان القمة الرباعية التي ضمت فرنسا وقطر وتركيا الى جانب سوريا شكلت quot;منعطفا تاريخياquot; ومفصل سياسي هامquot; كرس دور دمشق. وكتب عصام داري رئيس تحرير صحيفة quot;تشرينquot; الحكومية في افتتاحيته quot;ما جرى منعطف تاريخي على مستوى المنطقة والعالم وتاكيد للدور الذي تلعبه سورياquot;.

واشارت صحيفة quot;الثورةquot; الرسمية الى ان القمة شكلت quot;حدثا سياسيا سياسيا مهما جدا على صعيد العلاقات بين الدول الاربع وعلى صعيد الوضع الاقليمي والدوليquot;. واضافت quot;هي مفصل سياسي مهم ستقطف شعوب المنطقة ثماره الايجابية لاحقاquot;.

وقد شارك في quot;قمة الحوار من اجل الاستقرارquot; التي انعقدت الخميس في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترئس بلاده الاتحاد الاوروبي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الذي تقوم بلاده بالوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل.

واعتبر داري ان ما شهدته دمشق الخميس quot;انعطافة سيسجلها التاريخ في مجرى الاحداث التي من شانها ان تؤسس لمرحلة وتتجاوز اخرىquot;. وقال quot;حققت ارادة التغيير انتصارا ملموسا على طريق صنع عالم جديد يقوم على الحوار مهما بلغت الخلافات بين المتحاورين باعتباره الوسيلة الحضارية الوحيدة لصنع عالم بعيد عن الفوضى والحروبquot;. وشدد على رمزية شخصيات المشاركين التي quot;لا تمثل فقط دولها وانما تجمعات دول تمثل نحو 800 مليون انسانquot;.

ديفيد هيل: واشنطن تتحفظ على زيارة ساركوزي لسوريا ولا تراجع في سياستها حيال لبنان

من جهة أخرى نفى نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل أي تراجع أو تغيير في موقف الإدارة الأميركية من لبنان، وأبدى تحفظه على زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق قبل لمس تغيير في الموقف السوري.

وأكد هيل في حديث الى صحيفة quot;السفيرquot; أن الإدارة الأميركية تتابع عن كثب زيارة ساركوزي إلى دمشق وأن لدى باريس وواشنطن هدفاً مشتركاً في الشرق الأوسط، والمقاربة حيال سوريا يجب أن تبقى محدودة حتى تظهر أدلة ملموسة على أنّ دمشق تقدم تغييراً في سياستها الإقليمية. كما رأى أن quot;العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبيروت ليست مرتبطة بالسفارات فقط بل هي احترام متبادل وعلينا أن ننتظر ونرىquot;، مشدداً على أهمية ترسيم الحدود بين البلدين، ومؤكداً أنه حاول خلال زيارته الى لبنان quot;إيصال رسالة لناحية ضرورة تطبيق القرارات الدولية المعنية بلبنان لاسيما القرارين 1701 و1559. واضاف: quot;بصراحة يبقى تدفق الأسلحة الى quot;حزب اللهquot; مصدر قلق كبير لدينا وعلينا أن نبقي تركيزنا على المخاطر المرتبطة بهذا الأمرquot;.

وأعرب هيل عن قلقه من الوضع في جنوب لبنان وقال :quot;علينا أن نكون حريصين جداً، الخطر هناك من حدوث شي ما، قد نصحو يوماً ونجد أنفسنا أمام أزمة فيها احتمالات تصعيدquot;. وجدد التأكيد على أن الإدارة الأميركية ستقوم بكل ما في وسعها لتحقيق أهدافها ومساعدة مؤسسات الدولة اللبنانية لاسيما المؤسسة العسكرية لأن هذا الأمر سيساعد كي لا تكون بعد الآن حجج تقول إن quot;حزب اللهquot; وحده حامي اللبنانيين.

واضاف: quot;على الناس مراقبة ما نفعل وإعطاؤنا النصائح التي نرحب بها دائماquot;، مشدداً على quot;أهمية إجراء الحوار الوطني المنتظر، والتطبيق السريع لكل بنود اتفاق الدوحة، وضرورة إجراء الانتخابات النيابية التي هي فرصة أمام اللبنانيين من اجل التعبير عن خيارهم حول من يحكم بلدهم وعلى أي أساسquot;.

وبشأن الاحداث التي تحصل في طرابلس اعتبر هيل quot;أنّ ما يحدث مشكلة كبيرة يجب التعامل معهاquot;، ودعا quot;جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوة إلى الخلف لرؤية أن هناك خطراً فعلياً في هذا الأمر، وإيجاد وسائل سلمية لحل هذه المشكلةquot;. ومن جهة اخرى اعتبر quot;أن قرار تعيين قائد الجيش الجديد شأن لبنانيquot;، منوهاً بالعماد جان قهوجي، وأكد أنه quot;سيكون شريكاً قوياً لنا ونتطلع إلى العمل معه لنحاول أن نرى ما هي حاجات الجيش التي سيحددها وكيف يمكننا تلبيتهاquot;.