ساركوزي ذكّر الأسد بالمحكمة الدولية وأن فرنسا لا تقبل الإفلات من العقاب
بهية مارديني من دمشق: أكد مصدر سوري مطلع لايلاف ان الرئيس السوري بشار الأسد لم يطلب أثناء لقائه مع الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي خلال زيارة الأخير لدمشق أواخر الأسبوع الماضي تسليم نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام الذي أصدرت محكمة عسكرية بدمشق حكما ضده بالأشغال الشاقة المؤبدة ، واكتفت المصادر بالقول quot;انه كان أمام القمة ملفات مهمة للبحث فيها، وان الشعب السوري والقضاء قال كلمته quot;.

ويقيم خدام في باريس الا انه يطلق تصريحاته ضد النظام في سوريا من بروكسل.

من جانب اخر اعتبر محللون أن الرئيس السوري نجح في تغيير أولويات الرئيس الفرنسي ليجعل المفاوضات السورية الإسرائيلية أول الأولويات الفرنسية خلافا لما كان عليه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي كان يضع الملف اللبناني في الصدارة .

الا أن متابعون يشيرون إلى أن أمن إسرائيل هو الأهم دائما بالنسبة لساركوزي منذ تسلمه سدة السلطة في فرنسا لذلك أراد ان يكون راعيا للمفاوضات السورية الاسرائيلية كما انه يريد أن يسجل التاريخ اسمه كأول رئيس فرنسي يسحب البساط من واشنطن ليقود قطار السلام ، رغم تاكيداته على صداقتها ، مستفيدا من الظروف الحالية ، لذلك يؤكدquot; استعداد بلاده لمواكبة الأطراف المعنية لتحقيق السلامquot; ، ويشير الى ان quot;بإمكان سورية تقديم مساهمة لا يستعاض عنها في حل قضايا الشرق الأوسط... كما قلت للرئيس الأسد عندما أتى إلى باريس في 12 تموز (يوليو) الماضي، فإن طريق السلام في هذه المنطقة يمر عبر بلدينا quot; ويبدو الدور الفرنسي واضحا بعد فشل مؤتمر السلام الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وانشغال روسيا وعدم استعدادها الحالي لتنظيم مؤتمر آخر للسلام يناقش ملف السلام المتعلق بسوريا ، وستكون بهذا فرنسا متقدمة بخطوات على الادارة الاميركية الجديدة التي تريد لها سوريا ان تكون راعيا ايضا للمفاوضات .

و في كل الاحوال فقد نجحت سوريا في كسر طوق عزلتها في قمة ثنائية الاربعاء واخرى رباعية الخميس كما انه من المقرر أن يزور دمشق وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في منتصف الشهر الجاري، بعد زيارة يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لروما الخميس المقبل ليبدو مجددا الدور الاسباني ، والى جانب النجاح السوري في فك العزلة والبروز بدور اقليمي مهم فقد بدت سوريا أمام العالم مقبلة الى السلام وخاصة ان الجولة الخامسة من المفاوضات