واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش تخفيض القوات الأميركية المنتشرة في العراق بحوالي 8000 جندي خلال الأشهر القليلة المقبلة، وإرسال 4500 جندي إضافي إلى افغانستان بحلول يناير/ كانون الثاني 2009 قبيل مغادرته البيت الأبيض.

كما اعلن البيت الابيض ان عدد الدول التي لها قوات في العراق سيتراجع الى حوالى عشرة دول بدلا 29 دولة والبعض منها لها فقط عشرات الجنود. واعلن مسؤول كبير في البيت الابيض للصحفيين عقب اعلان بوش quot;كما اننا حاليا بصدد اعادة هيكلة القوات الامريكية في العراق فان ذلك ينطبق على قوات التحالف هناك quot; دون الاشارة الى الدول التي ستسحب قواتها من العراق.

وقد انتقد المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية باراك قرار بوش وقال ان التخفيض غير كاف وبانه يترك المشكلة للرئيس المقبل داعيا الى ارسال مزيد من القوات الى افغانستان.

وقال اوباما ان عدد القوات الامريكية في افغانستان غير كاف وتعاني من نقص في الموارد وتواجه تحديات متزايدة بسبب تزايد اعمال العنف المسلح. وقال بوش إن التقدم الذي تحقق في العراق سيسمح بسحب نحو 3500 جندي من وحدات الدعم في الأشهر المقبلة وكتيبة مارينز بحلول نوفمبر /تشرين الثاني ولواء من سلاح البر في فبراير /شباط 2009.

وفي هذه الاثناء اتهم مبعوث الاتحاد الأوروبي السابق إلى افغانستان فرانسيس فندريل إدارة بوش بـ quot;تضليل نفسهاquot; في التعامل مع أفغانستان. وصرح فندريل في حديث مع بي بي سي ان الاستراتيجية التي تتبعاها الدول الغربية في افغانستان غير quot;متناسقةquot;.

ومن المقرر ارسال لواء من قوات مشاة البحرية والذي يغادر العراق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الى افغانستان في الاشهر القليلة القادمة، ويليه في يناير /كانون الثاني 2009 لواء مقاتل من سلاح البر.

يذكر ان عدد الجنود الاميركيين العاملين في العراق حاليا يبلغ 146 الفا، بينما يبلغ عددهم في افغانستان 33 الف. وسيترك امر البت في مستقبل الانتشار العسكري الاميركي في البلدين الى خليفة الرئيس بوش الذي سيتولى مهام منصبه في شهر يناير/كانون الثاني القادم.

ويقول جوناثان بيل مراسل بي بي سي في العاصمة الامريكية إن تحسن الوضع الامني في العراق وانحسار اعمال العنف الى حد كبير منذ الزيادة التي اجريت في عدد القوات الاميركية في العام الماضي قد اتاحت فرصة للرئيس بوش لتخفيف الضغط الذي يئن من وطأته الجيش الاميركي.

ويقول مراسل بي بي سي إن هذه الانسحابات ستؤذن ببدء عملية خفض بطيئة ومحدودة للقوات الاميركية المتواجدة في العراق اعتمادا على مبدأ quot;العودة عند النجاحquot; الذي اعلن عنه الرئيس الاميركي. الا هذا الخفض لن يغير الحقيقة القائلة إن الجزء الاعظم من القوات الامريكية ستبقى في العراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قال الشهر الماضي إنه بالرغم من عدم الاتفاق على جدول زمني واضح لسحب القوات الاميركية من العراق، فإنه قد اتفق مبدئيا مع الاميركيين على انهاء الوجود العسكري الاجنبي في البلاد قبل حلول عام 2011.

يذكر ان الحكومة العراقية منهمكة منذ مدة في التفاوض مع الجانب الاميركي حول صيغة تحكم مستقبل الوجود العسكري الاميركي في البلاد قبل انتهاء التفويض الذي منحته الامم المتحدة للولايات المتحدة بابقاء قواتها في العراق.