7 سنوات على أحداث أيلول وأميركا تبعد الإرهاب

كامل الشيرازي من الجزائر: رفعت السلطات الجزائرية من درجة تأهبها الأمني تحسباً لتصعيد إرهابي محتمل عشية مرور الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول الشهيرة، اليوم الخميس، وأتى الاستنفار المسجّل على خلفية شنّ التنظيم المتمرد quot;قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلاميquot; لعديد الاعتداءات منذ 11 أبريل/نيسان 2007، ولطالما اقترنت تلك التفجيرات الدامية بالرقم 11، في وقت ثارت مخاوف وسط الشارع المحلي بعد أنباء تناقلتها (مواقع جهادية) على الأنترنيت، وتحدثت فيها عن (مفاجأة) بمناسبة (ذكرى غزوة مانهاتن).

وبعدما سبق للقاعدة أن تبنت ما لا يقل عن خمسة هجمات انتحارية في اليوم الحادي عشر من أشهر أبريل/نيسان وتموز/يوليو وديسمبر/كانون الأول 2007، وتمت تلك الهجمات المدوية في المدن الكبرى وضدّ أهداف حساسة، اعتمدت أجهزة الأمن الجزائرية إجراءات صارمة للتصدي لأي اعتداءات تبعا لما صار شبح الرقم quot;11quot; يمثله في المنظور الجزائري العام، لذا أقرت أجهزة الأمن مزيدا من الرقابة على طول الولايات الداخلية، لجعلها بمنأى عن عمليات إرهابية استعراضية يريد تنظيم quot;القاعدةquot; من ورائها إعطاء انطباع بقدرته على التعفين وزرع البلبلة.

وفضلا عن مخططها الأمني الصارم الذي شرعت فيه منذ افتتاح شهر رمضان، كثفت القوى الأمنية من دورياتها وفرضت طوقا حازما على طول المدن الكبرى، سيما على مستوى ضاحية الجزائر الشرقية التي شهدت 5 أعمال عنف مدوية في الشهر الأخير، خلفت أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى والمصدومين.

كما قامت مصالح الأمن بالعاصمة بغلق الطرقات المؤدية إلى مقر قصر الرئاسة والسفارات الأجنبية و مقرات الهيئات الحساسة مع منع دخول الشاحنات وسيارات النقل العمومي والسيارات إلى الأحياء التي تستوعب مقار سفارات ووزارات ومساكن مسؤولين حكوميين، وشوهدت حواجز مكثفة أمام مقار الشرطة وثكنات الجيش، فضلا عن انتشار أمني على مستوى المطارات ومحطات النقل وسائر المرافق العامة، وتمّ أيضا تكثيف الدوريات المتنقلة، وتجنيد فرق أمنية خاصة للقيام بحملات مداهمة، فضلا عن الحواجز الأمنية المتحركة في مواقع متفرقة على طول شريط منطقة القبائل الكبرى وكذا العاصمة.

ولوحظت تعزيزات أمنية استثنائية عبر بوابات العاصمة والمناطق الموسومة بـquot;الساخنةquot;، حيث أحصي نحو 40 حاجزا أمنيا تجنّد لها المئات من الدركيين وأعوان الشرطة وكذا العسكريين، وكان يتم إيقاف كل سيارة مشبوهة، كما يعرض أشخاص للمساءلة الفورية للاشتباه يهم، فيما انتشر رجال أمن بالزي المدني في أحياء خرج منها انتحاريون على غرار حي باش جراح وسط العاصمة.

وتراهن السلطات من وراء هذه التدابير إلى إحباط تحركات المتمردين، وتجنب تكرار هجمات باستخدام سيارات مفخخة أو قنابل متحكّم فيها عن بعد، حتى وإن كان خبراء الشأن الأمني يرون بتعقّد مكافحة الإرهاب في ظلّ تفادي المتشددين المواجهة المباشرة، وتفضيلهم تنفيذ اعتداءات سريعة ومفاجئة في أوقات صعبة في الليل أو مع خيوط الفجر الأولى، ما يفرض رفع درجات الحيطة والحذر.