طهران: طلبت أعلى سلطة في ايران من الساسة يوم الجمعة الكف عن التشاحن الذي يقوض الحكومة في بادرة جديدة لاظهار التأييد للرئيس محمود احمدي نجاد وحكومته قبل الانتخابات التي تجرى في العام القادم. ويميل الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي الى النأي بنفسه عن معترك السياسة اليومية. لكن هذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يدلي فيها بخطاب يؤيد فيه احمدي نجاد وحكومته التي تتعرض لتهديدات بفرض مزيد من العقوبات الدولية عليها في حين تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لعزل ايران بسبب خططها النووية المثيرة للنزاع.
ولم يذكر خامنئي وهو يتحدث الى المصلين في خطبة يوم الجمعة الرئيس بالاسم لكنه حذر من الانتقاد الهدام غير العادل لحكومة احمدي نجاد. وقال في الخطبة التي نقلتها وسائل الاعلام الحكومية ان الانقسامات العامة في ايران يمكن ان تستغل من قبل quot;معارضي نظام الجمهورية الاسلامية.quot;
واضاف quot;اذا كان لدى أحد خطط للمستقبل يتعين أن يطرحوها. لو كانت لديهم حلول لمشاكل قائمة مثل زيادة الاسعار والتضخم يتعين ان يقدموها. تدمير المسؤولين والحكومة ليس في مصلحة (ايران)quot;.
وسبق ان أشاد خامنئي الذي له القول الفصل في كل شؤون الدولة بأحمدي نجاد وبشكل خاص بأسلوب تصديه للمشكلة النووية. وكرر الرئيس يوم الخميس تعهده بأن تمضي ايران قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم مهونا من شأن التهديد بمزيد من العقوبات.
ويقول الغرب ان ايران تريد الحصول على أسلحة ذرية. وتنفي طهران ذلك وتقول انها تريد الطاقة النووية لتوليد الكهرباء فحسب. وتعرض الرئيس وبعض حلفائه في الحكومة لانتقادات شديدة خصوصا بسبب زيادة الاسعار في حين يستعد الساسة لانتخابات الرئاسة في العام القادم ويتوقع أن ينافس أحمدي نجاد للفوز بولاية اخرى من اربع سنوات.
وقال خامنئي quot;لا اشعر بالقلق بسبب ما يقال او (بسبب) انتقاد شخص ما.. ما يقلقني هو نشر مواقف ظالمة في المجتمعquot; مضيفا quot;لا اقول هذا لشخص معين او مجموعة او حزب.. اقول هذا للجميعquot;.
ومضى يقول quot;ليس بالضرورة أن تكون المواجهة مدمرة بين من يؤيدون شخصا او جماعة ومن يعارضونquot;.
ويقول محللون ان ابداء التأييد على هذا النحو من قبل الزعيم الاعلى الايراني يمكن أن يؤثر على موالين مثل الباسيج وهم ميليشيا دينية يقدر عددها بنحو 12 مليونا في دولة يبلغ عدد سكانها 70 مليون نسمة. وقال خامنئي ان الخبراء يناقشون أفكار التصدي للمشاكل الاقتصادية مثل التضخم على أفضل نحو بشكل غير معلن.
وزاد التضخم الى 27 في المئة ارتفاعا من حوالي 11 في المئة منذ تولي نجاد السلطة في عام 2005 . وهذه هي اول المشاكل بالنسبة لغالبية الايرانيين العاديين. ويلقي الاقتصاديون باللائمة فيها على الاسراف في انفاق عائدات النفط.
ويقول محللون ان الفقراء هم الاشد تضررا من التضخم. لكنهم يضيفون أن الانفاق الحكومي يظهر في اوضح صورة في المناطق الفقيرة خصوصا في الاقاليم وبالتالي لا يزال لاحمدي نجاد مؤيدوه. لكن لا يمكن الاعتماد على استطلاعات الرأي. وفي اواخر اغسطس آب قال خامنئي لاحمدي نجاد quot;اعمل كانك ستبقى في المنصب لخمس سنواتquot; وليس للسنة الواحدة المتبقية من ولايته. كما أشار خامنئي الى التضخم في تلك الخطبة طالبا من الحكومة العمل على وقف ارتفاع الاسعار.
واثار احد حلفاء احمدي نجاد المقربين وهو نائب الرئيس اسفنديار رحيم مشائي عاصفة بقوله ان ايران صديقة لكل الشعوب بما في ذلك اسرائيل عدوة ايران اللدودة. وقال الرئيس ان هذه التصريحات أسيء تفسيرها. ويدون ذكر اسم مشائي أشار خامنئي ايضا الى هذا الجدل قائلا ان التصريحات غير صحيحة لكن يتعين أن ينتهي الخلاف. وقال quot;شخص ما ... يدلي بتصريحات بشان الناس الذين يعيشون في اسرائيل. هذه تصريحات خاطئة بالطبعquot; مضيفا quot;يتعين ان تنتهي المشكلةquot;.