ايلاف - خاص من بغداد: ما الذي يحدث في بغداد الان ؟ ثمة اسئلة بات يطرحها الناس وهم يعيشون ايام وليالي شهر رمضان وقد ارتفعت وتيرة العنف التي عادت لتحصد ارواح الناس بعد ان شعروا بشيء من الطمأنينة ،لاسيما انهم يعلمون ان العالم يحتفل بيوم السلام العالمي ، وكانت هنالك تمهيدات نقل اخبارها الاعلام العراقي بكثرة عن هذا اليوم ، أي غرابة هذه ؟
بغداد التي عاشت اشهرا هادئة وارتدت ثياب الامان ، وقد تراجع العنف فيها كثيرا وصارت النسبة المئوية تحتفل بحصتها الكبيرة في قياسات الامن ، لكن السيارات المفخخة عادت لتضرب قلب بغداد ، والعبوات الناسفة تصفع الاستتباب فيها على اختلافه ، وصارت المساءات مثل الصباحات تهتز لوقع الانفجارات ، والسؤال الذي بات يطرحه المواطن هو : لماذا يحدث هذا وما السبب ؟، لماذا تصاعدت الهجمات ؟ هل ان قوات الامن استرخت قليلا وقد وجدت نفسها تعيش في بحبوحة من السلام والامان ؟ ، ام ثمة متغيرات صارت تطرأ على الواقع العراقي ومن الممكن ان تتبعها متغيرات اخرى ، الاسئلة صارت تنساب في الشارع العراقي باحثة عن الاجوبة خاصة ان منطقة الكرادة نالت الحصة الاكبر منها ، وهي المنطقة التي لايخلو شارع من شوارعها من سيطرات امنية ، لماذا .. في هذا الوقت بعد ان غابت العديد من مظاهر العنف ، وبعد ان عادت المئات من العوائل المهجرة الى مناطقها ومنازلها ، ولماذا العسكريون الاميركيون يرددون خلال المدة الاخيرة الكلام الاتي :quot;ان التحسن الامني في العراق سيبقى هشا لحين بناء قدرات الجيش العراقي بصورة كاملة quot; ، ولماذا حذر قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال بيترايوس من خطر تنظيم القاعدة، وقال في وقت سابق انه برغم الاعتراف بانخفاض الهجمات التي تنفذها القاعدة على الجيشين العراقي والاميركي والمدنيين الا انه ما زلنا نواجه عدوا شرسا. واكد : quot; لايزال امامنا عمل كبير وعلينا ان نكون حذرين من هذا العدوquot;.
ويقول المتحدث باسم خطة فرض القانون : quot; ان ارتفاع وتيرة العنف وازدياد نشاط الاعمال الارهابية هي محاولة يائسة من قبل المجاميع الارهابية لعودة نشاطاتها الاجرامية بحق المدنيين والاجهزة الامنيةquot;. لكن لماذا ؟ .
المواطن البغدادي في الايام الاخيرة ارتفعت في رأسه علامات الحيرة ، ولم يعد يعرف الكثير مما يحدث ، وهناك تكهنات عديدة باتت تظهر على السطح، احد المواطنين من اهالي الكرادة تساءل عن الانفجار الذي حصل في منطقة الجادرية مؤخرا ؟ وبالتحديد بالقرب من محل (مرطبات حسان) ، والذي خلف وراءه ضحايا طبعا ، والذي يقع على الشارع ذاته الذي تقع فيه بيوت كبار المسؤولين مثل الرئيس جلال الطالباني والسيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ، فلماذا يستهدف الانتحاري او الارهابي محل مرطبات ويقتل ويجرح مواطنين ابرياء يتنزهون في المكان وكان بأمكانه ان يتقدم قليلا مثلا ، الحكاية طريفة ، ولكن ما السر وراء ما قاله المواطن ؟ ، انه يجيب عن السؤال بقوله : اعتقد بل اؤمن ان السيارات المفخخة هذه لم تأت من خارج منطقة الجادرية او الكرادة !!، وهذه المنطقتين اصبحتا مرتعا للايرانيين، ولذلك انا اعتقد ان الايرانيين هم من يفجرون من اجل ان يقولوا ان الامن غير مستتب ويفعلون ما يحلو لهم في العراق !!!.
هل يمكن ان تضع هذه المعلومة نقاطا فوق الحروف التائهة لاسيما ان المنطقتين تكتظان بالايرانيين الذين اشتروا الكثير من المساكن باسعار باهضة ؟ الحقيقة هناك الكثيرون يؤيدونها في ظل الاتهامات التي تشير الى ايران ومنها الاعلانات التلفزيونية الخاصة بالارهاب التي تؤكد ان فيلق القدس هو الذي يتحرك داخل العراق ، بالاضافة الى المخابرات الايرانية التي اغلب اعضائها من الذين كانوا يقيمون في ايران ، وغيرهم من الايرانيين .
يقول محلل سياسي ،فضل عدم ذكر اسمه لاسباب امنية، ان ما يحدث في بغداد من تدهور للامن سببه عوامل عدة منها : ان الاميركيين حاولوا خلال المدة التي حاربوا فيها (جيش المهدي) ، من استقطاب قياداته وعناصره المهمة ، من خلال ربطهم بعلاقات تجارية معهم ، وهذا من اجل السيطرة عليهم ، وبالتالي الاستفادة منهم في تنفيذ المطالب التي تريدها اميركا ، وبالفعل استغلت اميركا هذه العلاقة وبدأت مع الاحتجاجات على الاتفاقية الامنية بين العراق واميركا والتي تواجه رفضا كبيرا رسميا وشعبيا ، وهنا بدأت اميركا بتحريض هؤلاء على القيام بالتفجيرات مما يجعل المواطن العراقي يغضب ويلوم الحكومة العراقية على عدم تمكنها من حفظ الامن ، ويغضب على ايران لانها تدمر العراق من خلال العمليات الارهابية التي تمارسها ، وبهذا تكون اميركا قد وضعت نفسها خارس قوسي المسؤولية !!.
هذا المحلل قال ايضا : ان اميركا لديها علاقات وثيقة بأيران وكل ما يقال عن العداء بينهما محض افتراء ، فهما تريدان ان لايستقر العراق فقط ، لانه ليس من مصلحتهما استقراره !!.
وقال محلل عسكري اخر : من خلال قراءتي للوقائع على الارض اعتقد ان الاطراف جميعها تلعب لعبتها الخبيثة على الارض العراقية ، بعض العرب وايران واميركا ، وربما يتساءل سائل : لماذا مدينة تلعفر على الدوام تتعرض للعمليات الارهابية وهي التي تقع في زاوية قصية من محافظة نينوى على الحدود السورية ؟ ، الجواب : لانها تقع على الحدود السورية ، فالاخوة السوريون مازالوا لايريدون الخير للعراق ويعملون على ايذائه بأية صورة ، نظام البعث لايتجزأ سواء في سورية ام العراق ، فهو بعث ، وهو ينفذون اجندة ايرانية تؤكد على ابقاء العراق في عدم استقرار دائما ، واضاف : اما بغداد التي عادت اليها العمليات الاجرامية والمفخخات فأنا اجزم ان ايران وراءها ، لان ايران الدولة المسلمة ليس من مصلحتها استقرار العراق بسبب انها تحمل احقادا كبيرة للشعب العراقي ، وليس ادل من احتفالها الكبير قبل ايام بمناسبة الحرب العراقية الايرانية ، انهم يبعثون رسائل ان ايران لاتنسى وانها لا بد ان تثأر وان تحرق الاخضر واليابس لعدوها الذي حاربها طوال ثماني سنوات ، كما انني لا استبعد ان الهجمات الارهابية الاخيرة من فعل السجناء الارهابيين الذين اطلقت سراحهم اميركا بحجة المصالحة الوطنية ، فأغلب هؤلاء يرتبطون بمنظمات ارهابية ولا يمكن لهم التخلي عنها ، وكنا نقرأ انهم شكلوا تنظيمات جديدة داخل السجون وهذا يعني ان ارتفاع وتيرة العنف لم تأت من فراغ !!
التعليقات