طلال سلامة من روما: صدر عن السفارة الليبية بروما بيان تشير من خلاله الى أن ليبيا لم تطلب أبداً في الماضي يد العون من أحد، بما فيها ايطاليا. فحكومة طرابلس تتعاون مع الدول المعنية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لا أكثر ولا أقل. ويبدو أن هذا البيان أتي رداً على تصريحات وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، الذي ينوه بأن وصول المهاجرين غير الشرعيين من الشواطئ الليبية لم يتراجع برغم من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، وكان آخرها تلك الموقع عليها في نهاية الشهر الماضي. لذلك، قرر ماروني وقف المساعدات المالية الى ليبيا المذكورة في الاتفاقية الأخيرة.

مما لا شك فيه أن التوتر بين البلدين يشتدد أكثر فأكثر. هذا ولن تسمح ليبيا لوزير الداخلية الإيطالي دخول مياهها الإقليمية بالطراد(هو جزء من التجهيزات التي تريد حكومة روما إرسالها الى ليبيا) كون مشهد دخوله بهذه الطريقة أقرب الى الأفلام من الواقع. لذا، ستحتفظ ليبيا بحق تقرير موعد استقبال ماروني وبأي طريقة سيتم ذلك.

يذكر أن مبادرة ماروني دخول ليبيا بالطراد كانت عفوية. إذ ان ايطاليا خططت لإرسال ستة طرادات الى ليبيا، في أوائل الشهر القادم، بهدف تعقب زوارق المهاجرين غير الشرعيين ومنعهم بشتى الوسائل من التسلل الى ايطاليا. وأراد ماروني السفر على إحدى هذه الطرادات لمواكبة الأحداث. إنما يبدو أن اقتحامه ليبيا بحراً، بهذا الشكل، غير مرغوب به مطلقاً.

على الرغم من اتفاقية الصداقة التي وقعها برلسكوني والقذافي معاً، في 30 أغسطس(آب) المنصرم، تواصل زوارق المهاجرين انطلاقها من الموانئ الليبية باتجاه جزيرة لامبيدوزا. بالطبع، فان الخطوة الليبية الأخيرة، التي تمنع ماروني من الدخول الى أراضيها دون موعد رسمي مسبق، قد تؤثر على تفعيل اتفاقية الصداقة وربما سيجري إعادة النظر بها!