طلال سلامة من روما: أعرب الكاردينال quot;أنجيلو بانياسكوquot;، باسم الكنسية الكاثوليكية، أمام مجلس الأساقفة في دولة الفاتيكان، عن قلقه حيال ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تبقى شوكة عالقة في حلق ايطاليا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. قبل ذلك، كانت ايطاليا تجهل طرق التعامل مع المهاجرين لأن شعبها كان من أبرزهم حول العالم. ويبدو أن التعامل مع ظاهرة الهجرة الى ايطاليا يشهد انهياراً مدوياً لا سيما من جوانبه الثقافية. لذلك، لا بد للحكومة البحث عن علاج لهذه الظاهرة، غير قمعي، يتوافق مع تاريخ ايطاليا العريق. للآن، مر 18 عاماً على وصول أول دفعة من المهاجرين، من ألبانيا، بيد أن حكومة روما ما تزال تتخبط في سياسات من شأنها إبطاء تلك الآليات المتعلقة باستيعاب أكبر عدد من المهاجرين. فمهاجري اليوم سيصبحون إيطاليو الغد.

ويعتقد رئيس مجلس الأساقفة هنا، الكاردينال بانياسكو، أن العلاج الأفضل لاحتضان المهاجرين ينبغي البحث عنه في إطار أوروبي. صحيح أن اتفاقيات التعاون مع ليبيا لم تعط للآن ثمارها المنشودة لكن كلمات الكاردينال تشير الى تضارب في الآراء حول طرق استقبال المهاجرين بين دولة الفاتيكان وروبرتو ماروني، وزير الداخلية. إذ نرى أن الفاتيكان يدعو جميع الأطراف المعنية الى عدم تعقيد حياة المهاجرين غير الشرعيين عن طريق تلبية طلباتهم، وفق قوانين يجب أن تخضع لعملية إصلاحات إنسانية، ومرافقتهم تدريجياً نحو الاندماج بالمجتمع المحلي. كما نلاحظ معارضة الفاتيكان على تشديد القيود حول لم الشمل العائلي للعمال المهاجرين المقيمين هنا.

ويلفت الفاتيكان الانتباه الى أعمال عنف، ينفذها متطرفون هنا وهناك، تستهدف حتى المهاجرين الشرعيين. بالطبع، فان هذه التصرفات الإيطالية اللون لا تعكس معها إلا تآكلاً في النظرة المحلية للمهاجرين، quot;المختلفينquot; quot;الإرهابيين؟quot;. في ظل الوضع المعيشي الراهن، يرى البعض في أعمال العنف هذه موقفاً وطنياً دفاعياً لكن الفاتيكان يحذر السلطات من أن يتحول هذا الموقف الى اعتداءات مخطط لها مسبقاً، لا تستثني أحداً من شرها. في أي حال، فإنني أعتبر موقف الفاتيكان إزاء المهاجرين الشرعيين، وأغلبهم من ديانات غير كاثوليكية، أكثر من إنساني كونه يعكس رغبة من دولة البابا في التعايش المشترك بسلام.