اعتدال سلامه من برلين: يهدد الاف اللاجئين العراقيين خطر التشرد وعدم العثور على وطن بديل او ملجأ، وعلى الرغم من نية الاتحاد الاوروبي احتضان عدد منهم في بلدانه العضو، الا ان القضية لا تتعلق فقط فمفوضية اللاجئين التابعة للاتحاد بل بكل بلد عضو والمشكلة مع المانيا، خاصة ما يتعلق بالعراقيين المسيحيين. اذا ان المستشارة انجيلا ماركل لا تريد قبولهم لان ذلك يعني قطع كل الصلات لهم مع الوطن وتفريغ العراق من المسيحيين، بينما يسعى فولفغنغ شوبليه وزير داخليتها الى تقديم افضل الوسائل بقبول عدد قليل منهم لان الوضع يتحسن، ويتوقع ان تقبل بلدان اوروبية عراقيين اقل مما كان متوقع قبل اشهر عندما تأزم الوضع الامني بشكل كبير في العراق. وبعد الاستقرار النسبي هناك عقد قسم كبير من العراقيين الذي لجأوا الى بلدان مجاورة للعراق العزم على العودة الى الوطن، والوضع في العراق حسب تقدير الوزير ليس متدهورا كما كان الحال في السابق.

لكن وبغض النظر عن موقف ماركل طالب اسقف الكنيسية الكاثوليكية في المانيا روبرت تشوليش الحكومة بقبول لاجئين عراقيين، خاصة المسيحيين منهم، لانها الوسيلة الوحيدة لحمايتهم من المخاطر التي تهدد حياتهم، وهناك الكثيرون في لبنان وسوريا والاردن لا امل لهم بالعودة الى العراق في الوقت القريب. كما انتقدت الكنيسة البروتستنية في المانيا تأجيل الاتحاد الاوربي اتخاذ قرار يتعلق بالعراقيين الهاربين من وطنهم.

وكان الاتحاد الاوروبي قد ناقش الاسبوع الماضي مسألة اخذ بلدان عضو عددا من العراقيين ، الا ان عدم الاتفاق اجل البت بالقضية في الـ28 من الشهر المقبل.

وبناء على المبادرة الاوربية على المانيا ان تقدم اللجوء الى 500 عراقي، ويفضل شوبليه منح الاقامة الى الاقليات وفي الدرجة الاولى الاقلية المسيحية لتكون المانيا الوطن البديل. لكن كما يبدو فان تحذيرات الكنيسة العراقية كان السبب في موقف ماركل وعدم اتخاذ المفوضية قرارا بسرعة. فالكنسية ترفض هجرة مسيحيين لان ذلك سوف يفرغ العراق منهم ليصبحوا بعد ذلك اقل من اقلية.

ويريد انتونيو غوتريس رئيس مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة الان الضغط على الاوروبيين عبر تقريره الذي وضعه عن اللاجئين العراقيين ليكون اساسا لقرار مفوضية شؤون اللاجئين الاوربية عند مناقشة قضية اللاجئين العراقيين. ولقد اشار التقرير الى ان العراقيين الذين لجأوا الى سوريا والاردن ووصل عدده عقب الحرب الى مليوني، لدى اكثر من 60 الف النية بعدم العودة الى العراق، من بينهم 50 الف مسيحيي ومريض نفسيا بسبب ما عايشه خلال الحرب. وسوف يجيدون ملجأ في الولايات المتحدة وكندا واستراليا، والباقي اي العشرة الاف على اوروبا تقديم وطن بديل لهم. والمطلوب من المانيا القبول بخمسة الاف، يجب توزيعهم على الاقاليم الالمانية ال16 ،وكانت حكومة اقليم برلين الاولى التي بادرت في توفير حق الاقامة الى 300 عراقي .