أشرف أبوجلالة من القاهرة: قالت صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; الأميركية في عددها الصادر السبت أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل علي قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي أدي لزيادة اتساع الصدع بين الفلسطينيين المؤيدين لبحث القادة المعتدلين عن اتفاق سلام مع الدولة اليهودية وهؤلاء الذين يساندون نداء حماس للدخول في صراع مسلح. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخرق ظهر بوضوح أمس الجمعة في الضفة الغربية حين قامت قيادة السلطة الفلسطينية المدعومة من جانب الولايات المتحدة، والتي تكافح من أجل احتواء نبرات الغضب المتزايدة مع ارتفاع معدلات الوفيات في قطاع غزو الذي تحكمه حماس، بإرسال عناصر من الشرطة لإخماد المظاهرات المؤيدة لحماس.

وبرغم إدانته للعمليات العسكرية الوحشية ووصفه لها بـ quot;الإجراميةquot;، إلا أن الرئيس محمود عباس ndash; أبو مازن ndash; أكد على أن حماس مسؤولة عما يحدث لأنها أنهت الهدنة مع إسرائيل منذ أسبوعين. أما حماس من جانبها، فقد وصفت أبي مازن بالمتعاون مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الفصيلتين تقاسما السلطة، على نحو غير مريح، في حكومة منتخبة إلى أن قامت الحركة الإسلامية المسلحة بطرد قوات حركة فتح من قطاع غزة في يونيو عام 2007. وقد ترك انفصالهما العنيف السلطة الفلسطينية أمام مهمة تحمل مسؤولية الضفة الغربية فقط، ومن وقتها والانشقاق بينهما في تزايد مستمر.

وأكدت الصحيفة على أن معدلات الاستثمار في الضفة الغربية تضاعف ثلاثة مرات على خلفية الآمال التي تم رسمها لإبرام سلام مع إسرائيل، ما ساعد على التخفيف من وطأة الضغوطات الملقاة علي اقتصادها. وقد انغرفت غزة بشكل عميق في الفقر، عقابا على حرب حماس، عن طريق فرض إسرائيل للحصار الذي قيد بشكل كبير من إمدادات الغذاء والوقود وباقي العناصر الأساسية لإجمالي عدد السكان البالغ عددهم مليون ونصف نسمة. وفي الوقت الذي صعدت فيه حماس من هجماتها الصاروخية على إسرائيل من قطاع غزة العام الماضي، كان يواصل عباس محادثاته مع القادة الإسرائيليين، بوساطة من إدارة بوش، بهدف تأسيس دولة فلسطينية مستقلة. وكان يرغب المسؤولون الأميركيون في أن تسفر تلك العملية عن تعزيز موقف عباس وإضعاف رسالة حماس الخاصة بالمقاومة المسلحة.

لكن وبعد مرور 14 شهرا ً، لا يزال عباس وقادة إسرائيل بعيدين عن التوصل لاتفاق سلام، وحماس لا تزال مترسخة في قطاع غزة. ويرى كل فريق أن الهجوم الإسرائيلي الراهن علي قطاع غزة هو بمثابة الفرصة التي تسمح لكليهما تحقيق مكاسب كل ٌ على حساب الآخر. وقد قام مسؤولو فتح بإرسال رسائل من الأمل لمؤيديهم في القطاع تفيد بأن حركة حماس سوف يتم الإطاحة بها من السلطة. وقالت الصحيفة أن دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بالقيام بانتفاضة مدنية ضد السلطة الفلسطينية وأخرى عسكرية ضد إسرائيل هي مسألة محدودة. فالجيش الإسرائيلي يفرض دوريات على الإقليم بكثافة كما أن القوات الأمنية لعباس، التي تم حشدها بمباركة إسرائيلية، قامت باعتقال عشرات الناشطين من حركة حماس خلال الأشهر الأخيرة.

ويرى هاني مصري، محلل سياسي في رام الله :quot; الناس هنا مصابون بالإحباط نتيجة هذا الانقسام الداخلي. فهم يرون كل فريق وهو يزوال مهام عمله كل على حده، غير قادر علي إحراز أي تحسن للفلسطينيين كافة quot;. ونقلت الصحيفة عن مصطفي البرغوثي، العضو المستقل في البرلمان الفلسطيني :quot; يزعم الإسرائيليون أنهم يهاجمون غزة من أجل إضعاف حماس، لكنهم في حقيقة الأمر يعملون على تقوية حماس. فالواضح الآن هو أن عباس غير قادر على توفير الحماية لجميع فصائل شعبه quot;.