أسامة مهدي من لندن : أكد الرئيس العراقي جلال طالباني العمل على بناء جيش مهني قوي فوق الميول والاتجاهات يقوم بواجباته بقدرة عالية وداعم للسلام والتعايش السلمي مع جيرانه على المستويين الاقليمي والعالمي ويعمل وفق ما تضمنه الدستور العراقي حتى يصل الى اعلى مستوى من الجاهزية خلال العام المقبل من حيث التسليح والتدريب.

واضاف طالباني في كلمة خلال رعايته اليوم احتفالا اقيم في ضريح الجندي المجهول ببغداد لبمناسبة الذكرى 88 لتأسيس الجيش العراقي عام 1921 ان القوات الامنية والجيش العراقي تمكنا بارادة لا تلين من العمل المتواصل و المتداخل في البنا و التدريب مواجهة اكبر هجمة ارهابية منذ خمس سنوات و ببداية متواضعة من حيث العدة و العدد و التسليح حيث تواصلت تضحياته من اجل حماية ابناء الشعب و فرض نفسه كجيش محترف قادر على التغلب على كل الصعاب خلافا للمقاييس الحقيقية لكل جيوش العالم.

وحضر الاحتفاق نائبا الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي وعدد من النواب و الوزراء و السفراء و كبار ضباط الجيش العراقي والقوات المتعددة الجنسيات ومسؤولين اخرين حيث جرت مراسم تفتيش حرس الشرف وعزف النشيد الوطني وضع خلالها طالباني اكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول تلا ذلك قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء طريق التحرر وحرية العراق كما قال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ..

وقال الرئيس العراقي في كلمته quot;اليوم يحتفل شعبنا العزيز و حكومة الوحدة الوطنية بما لهذه المناسبة من دلالات كبيرة و عميقة في معناها و سوف تظل شاخصة في عقول و قلوب العراقيين و تسجل بأحرف من نور في تاريخ العراق الحديث، و انطلاقا من الصفحات المشرقة لبناء دولة العراق الديمقراطية الاتحادية التي تحيي الصورة الحضارية لعمقه التاريخي قبل الالاف من السنينquot;. واضاف ان quot;اجواء احتفالنا اليوم تأتي تتويجا لاحتفالات العراقيين التي اتسعت في ربوع عراقنا الحبيب في (عيد الاضحى المبارك، و أعياد رأس السنة الميلادية، و المصادقة على اتفاقية سحب القوات الاجنبية و المباشرة بتنفيذ آلياتها مع بداية عام 2009) و الخروج من فصل البند السابع و انهاء ولاية القوات المتعددة الجنسيات و تعهد الامم الامتحدة بحماية و حصانة الاموال العراقيةquot;.

واشار الى quot;ان التقدم الذي تحرزه الحكومة مع الاسرة الدولية ما كان ليتحقق لولا الارادة و الامل بالمستقبل، و كسب الجيش العراقي ثقة شعبه باعتباره جيش الشعب العراقي بجميع قومياته و مذاهبه و حكومته و بالاداء المتميز المتصف بالحيادية و الوطنية و المهنية على الرغم من كل محاولات اعداء الشعب لزرع الفتن و التناحر العرقي و الطائفي و كان و سيبقى فوق الميول و الاتجاهات، و يعمل بقوة للخروج منتصرا و موصدا باب تلك المرحلة السوداء على الرغم من ان الكثيرين كادوا ان يفقدوا الامل بتجاوز تلك المحنةquot;. وقال quot;اتقدم بكل اجلال و اكبار بالتحية لكل منتسب في الجيش العراقي الباسل من الضباط و المراتب و الجنود و في مقدمتهم الشهداء الابرار بمناسبة السادس من كانون الثاني ذكرى تأسيسه بدءاً من فوج موسى الكاظم quot;عليه السلامquot; عام 1921 الى يومنا هذا عام 2009quot;.

واضاف طالباني مؤكدا quot; نحن كهيئة رئاسة مع حكومة الوحدة الوطنية نقدم كل دعمنا للجيش العراقي من خلال تنفيذ برامج فعالة لبناء جيش قوي مهني يقوم بواجباته بقدرة عالية و داعم للسلام و التعايش السلمي مع جيرانه على المستويين الاقليمي و العالمي و يعمل وفق ما تضمنه الدستور العراقي حتى يصل الى اعلى مستوى من الجاهزية خلال العام القادم من حيث التسليح و التدريبquot;. وقال quot;نحن اليوم اكثر تفاؤلا و املا بان العراق الديمقراطي الاتحادي الجديد سوف يكون النموذج الحضاري في المنطقة و في بناء الديمقراطية التي تحفظ لكل مواطن الامان و حرية الرأي و العيش الكريم في دولة القانون و الدستور وسيبقى الجيش العراقي السياج الامين لوحدة العراق شعبه وارضه وسمائه.
وكان الحاكم الاميركي المدني للعراق بول بريمر قد اصدر قرارا بحل الجيش العراقي القديم لدى سقوط النظام العراقي السابق في نيسان (ابريل) عام 2003 لكن السلطات العراقية باشرت منتصف العام التالي ببناء جيش جديد وقوات امنية يقارب عديدها الان المليون فرد ماتزال تحتاج الى المزيد من التدريب والتسليح لتتمكن من السيطرة على الاوضاع الامنية في جميع انحاء البلاد لدى انسحاب اخر جندي اميركي بنهاية عام 2011 .