طلال سلامة من روما: بدأ صدى الانفجارات التي تستهدف الأبرياء والضحايا العزل بقطاع غزة وصوله على شكل أزمة اجتماعية دولية الى ايطاليا أين بدأ العديد من المسؤولين الحزبيين، الى جانب جورجو نابوليتانو رئيس الجمهورية، إعداد مواقفهم المؤيدة والمعارضة لحركة الحماس، وهي المتهمة الأولى أوروبياً في تسبيب حرب عمياء طالت الأخضر واليابس. للآن، ترفض إسرائيل أي تدخل أوروبي لإرسال قوة من المراقبين الى غزة. إذ يبدو أن الأهداف العسكرية التي وضعتها أمامها ينبغي تدميرها بالكامل وإلا فما النفع من هدر الأموال التي يقدر بعض الخبراء العسكريين الأوروبيين أنها تجاوزت 250 مليون دولاراً منذ بداية الأزمة الإسرائيلية-الحماسية.

يأمل رئيس الجمهورية الإيطالية أن تتوصل جميع الأطراف الى هدنة فورية ملقياً أهمية خاصة على مهمة سولانا والرئيس الفرنسي ساركوزي في الشرق الأوسط. وتعتبر هذه المهمة رأس الحربة التي تريد بروكسل من خلالها الفصل بين القوات العسكرية في غزة وجوارها عن طريق إنهاء العدوانية العسكرية قبل الانتقال الى طاولة المفاوضات لتحقيق السلام الغائب. هذا ويعتقد نابوليتانو أن حركة حماس هي عامل ساهم في تعقيد أزمة تمتد منذ سنوات، أكثر فأكثر. ويؤمن نابوليتانو أن جوهر القضية إيجاد نقطة التقاء بين حق إسرائيل العيش بسلام واعطاء الشعب الفلسطيني دولة مستقلة. ان نقطة الالتقاء هذه تعترف بها وتؤيدها جميع الأحزاب الإيطالية، من دون استثناء.

مع ذلك، يسجل هنا تناقضاً في المواقف السياسية حيال أحداث غزة. فائتلاف برلسكوني(حزب الحرية) يميل الى دعم إسرائيل بصورة مفتوحة ودون تحفظ. هاهو quot;ماوريتسيو غاسباريquot;، رئيس أعضاء ائتلاف برلسكوني في مجلس الشيوخ، يدعم التدخل الإسرائيلي العسكري في غزة لإبادة الخلايا الإرهابية الحماسية. أما quot;روبرتو كالديروليquot;، وزير تبسيط القوانين الذي ينتمي الى حزب رابطة الشمال المتشددة مع المهاجرين لا سيما المسلمين منهم، فيتبنى موقفاً سياسياً معتدلاً من دون أن يدين أي طرف من الأطراف المتصارعة. بنظر كالديرولي فان الفلسطينيين لهم الحق الشرعي في العيش في دولة مسالمة منفصلة عن إسرائيل. ولو كانت هذه الدولة موجودة لما تواجد على أراضيها أي من الخلايا الإرهابية المزعومة التي تدعي إسرائيل أنها تابعة الى تيارات حماس. فمرادف الدولة بالنسبة الى كالديرولي هو الأمن والاستقرار.