صور الجنود القتلى تتصدر الصفحات الأولى
صحف إسرائيل: الوقت ينفذ أمام الجيش في غزة


خبراء إيرانيون مطمئنون لإنشغال إسرائيل بالحرب في غزة


دبلوماسي غربي يكشف عن كواليس مناقشات بلورة المبادرة المصرية

إسرائيل تؤيد مبادرة مصر لوقف إطلاق النار في غزة وحماس تدرسها

نصر الله: حرب إسرائيل على لبنان لن تكون نزهة

نفوذ وسياسة وراء الدبلوماسية التركية في أزمة غزة

بوادر انشقاقات إيطالية سياسية إزاء أحداث غزة

بدء حملة العاهل السعودي لإغاثة الشعب الفلسطيني

جمال زحالقة لـ quot;إيلافquot;: بدأنا إجراءات عملية لتقديم قادة إسرائيل للمحاكم الدولية

مخاوف بأوروبا من تأجيج غزة لمشاعر العداء ضد السامية

السعودية: الشعب الفلسطيني يعاني من quot;آلة عسكرية شرسةquot;

نضال وتد من تل أبيب: ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة الأربعاء على نشر صور الجنود الإسرائيليين القتلى في غزة، مع الحديث عن الاتصالات والمساعي الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وباستثناء نشر الصور على الصفحة الأولى، فإنه لا يكاد القارئ يطالع تشابها ولو حتى في العناوين الفرعية للصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية. فقد ركزت صحيفة quot; يسرائيل هيوم quot; على تفاصيل عن الجنود القتلى تحت عنوان quot; البطولة والثكل quot; مع نشر صورة قائد فرقة غولاني الذي أصيب في العمليات وأصر على العودة إلى جنوده في القطاع لمواصلة القتال. واختارت الصحيفة عنوانا ثانيا لها يقولquot; تعاظم الضغوط لوقف إطلاق النار، مع نشر صورة للرئيسي الأميركي المنتخب براك أوباما، مع إشارة إلى سقوط 42 شهيد فلسطيني جراء قصف مدرسة الأونرا وترديد موقف الجيش الإسرائيلي بأن حركة حماس كانت البادئة عبر إطلاقها النار من المدرسة نفسها.

ونشرت الصحيفة على صفحتها الأولى مقالة للكاتب حامي شاليف حاول فيها الادعاء أن ما حدث في جباليا لم يكن تكرار لما حدث في قرية قانا اللبنانية خلال العدوان الإسرائيلي عام 95 والذي حمل عنوان quot;عناقيد الغضبquot;، ذاهبا إلى القول quot;إن الحدث الذي وقع في جباليا لن يقود على وقف الحملة ولكنه سيسرع في العمليات الجارية. وقال شاليف إن صور الفظائع التي وقعت في جباليا انتشرت بسرعة في العالم وفي أوروبا وصبت الزيت على نار الاحتجاج العالمي في أوروبا والعالم الإسلامي ضد إسرائيل لكن رد الجيش الإسرائيلي وتأكيد الناطق بلسان الجيش أن الجيش افسرائيلي رد في الواقع على قيام حماس بإطلاق النار من المكان تمكنت من تحييد وإخماد جزء من الأضرار السياسية التي كان من الممكن أن تلحق بإسرائيل.

من هنا قال شاليف أنه لهذا السبب وبسبب quot;تضعضع مكانة حماس في العالمquot; فإن ما حدث لن يؤدي إلى الوقف الفوري لعملية الرصاص المصبوب وإنما سيسرع فقط من العمليات الجارية أصلا. وخلص شاليف إلى القول إنه لا يزال أمام الحكومة والجيش على ما يبدو عدة أيام، ولغاية أسبوع، لإنهاء المهمة التي أخذوها على عاتقهم مع بدء الحملة. ويبقى السؤال هل يعرفون ما الذي عليهم القيام به مع الوقت المتبقي أمامهم.

من جهته اعتبر الناطق السابق للجيش الإسرائيلي ، إبان حرب الخليج الأولى، نحمان شاي، في تعليقفه على قصف مدرسة الأونرا في جباليا إن الحادث كان متوقعا من كلا الجانبين، واصفا ما حدث بأنه أمر مؤسف لكنه غير مفاجئ، سواء بسبب ظروف الحرب التي تعمل إسرائيل في ظلها، حيث تنشط quot;عوامل وجهات الإرهابquot; من داخل تجمعات سكنية مدنية وهي بذلك quot;تستدعيquot; المس بغير المتورطين في الحرب، ولأنه كان واضحا أن الفلسطينيين quot;يبحثونquot; عن مثل هذا الحدث. وزعم شاي الذي انضم مؤخرا لحزب كديما أنه حتى لو لم تقع هذه المذبحة لكان الفلسطينيون اخترعوا وجودها من أجل مهاجمة إسرائيل وذمها. وقال شاي إن على إسرائيل أن تركز في تعاملها مع quot;الحدثquot; من خلال التركيز والتأكيد على أن من ينشط من داخل التجمعات المدنية فإنه يستدعي مثل هذه الإصابات وبالتالي فإن حماس هي المسؤولة عما حدث.

أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد اختارت أن تضع على رأٍ س الصفحة الأولى، صورة لزوجة الطيار الإسرائيلي المفقود، رون أراد في إشارة لمقابلة مطولة معها ستنشر تفاصيلها الجمعة، وصور للجنود القتلى، وتحت ذلك عنوان يقول إن قادة حماس يختبئون في مستشفى الشفاء في غزة. وزعمت الصحيفة أن قيادة حركة حماس قد حولت القبو الأرضي لمستشفى الشفا في مدينة غزة إلى مقر لها وهي تختبئ فيه مستغلة شغل المصابين والمرضى للطابق الأول للمستشفى. وزعمت الصحيفة في تقرير لمراسليها أليكس فيشمان ويوسي يهوشواع أن حركة حماس كانت حولت الغرف في قبو المستشفى على غرف لقيادتها وأن عددا من قادة حماس كانوا يختبئون في مدرسة الأونرا في جباليا. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن حركة حماس تستغل المدنيين وتحتمي بهم ليشكلوا دروع بشرية لها. وأضافت المصادر أن ناشطي حماس يحولون المساجد إلى مخابئ وأنهم يتحركون بمساعدة أطفال وأولاد يرافقوهم في تحركهم لتفادي استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

مع ذلك ذهب أليكس فيشمان إلى القول في تحليله للتداعيات المجزرة : quot;إن ضرب مدرسة الأونرا في جباليا حيث اختبأ مواطنون مدنيون من شأنه أن يسرع التوصل إلى تسوية على ضوء الضغط الدولي. ويجرؤ المتفائلون إلى المراهنة على أنه مع قليل من النية الحسنة والجهد سيكون ممكنا ربط الأطراف والتوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم . وإذا ما نضجت الخطة الأميركية فستكون إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار. وسيؤيد الجهاز العسكري هذا القرار. فوفقا لتقديرات جهات أمنية رفيعة المستوى فإن حماس ستوافق بدورها على وقف إطلاق النارquot;.
quot;وباستثناء مطلب وقف إطلاق النار فإن المعادلة الأميركية لا تطلب من حماس التنازل عن شيء آخر ملموس تملكه، زيادة على ذلك فهي تبقي لحماس سلما مشرفا يمكنها من التراجع عن مطالبها بشان الالتزام خلال شهرين من الآن بمناقشة مسألة المعابر بروح إيجابيةquot;.

إلى ذلك تناولت الصحف الإسرائيلية التباين في مواقف الثلاثي: أولمرت وبراك وليفني بشأن وقف العمليات البرية والتوجه نحو الخيارات الدبلوماسية قبل أن يغرق الجيش الاسرائيلي في مستنقع غزة. وفي هذا السياق تساءل الكاتب والمحلل ألوف بن في هآرتس تحت عنوان quot;الخط الفاصل بين النصر والفشلquot; يقول: quot; ما الذي يجعل الحروب التي تبدأ بصورة جيدة أن تنتهي بصورة سيئة، وما الذي يحول حملة عسكرية ذكية وشجاعة إلى حرب استنزاف طويلة، وكيف تنتهي العمليات التي تبدأ بتفوق كبير، بسلسلة من الحوادث، على غرار ما وقع أمس في مدرسة الأونرا في جباليا؟

وقال ألوف بن إن التاريخ العسكري يشير على أن كثيرا من الحروب والحملات العسكرية التي تبدوا واعدة لمطلقيها عند البداية، كثيرا ما تصل على نقطة من الشعور بالزهو تدفع صاحبها إلى الاعتقاد الخاطئ أن استخدام المزيد من القوة سيقود إلى إخضاع الطرف الآخر، وبالتالي يتم في هذه النقطة رفض دعوات ومبادرات لوقف إطلاق النار في غضون ذلك يستعيد الطرف الآخر قدرته على تنظيم صفوفه من جدي ويضيع النصر والتفوق في وحل المعارك ليفلت النصر المضمون من الأيادي، وينتهي ما بدأ نزهة بحرب استنزاف لا فائدة لها وربما بهزيمة مؤلمة.quot;

واستعرض ألوف بن ما حدث تاريخيا مع هتلر الذي ظن بعد ان تمكن بداية من إخضاع الدول الأوروبية أن المزيد من القصف على لندن سيخضع بريطانيا، لكن إصراره على المزيد من القوة أدى في نهاية المطاف إلى خسارة ألمانيا للحرب، وهو ما حدث تماما مع قادة الجيش الياباني. وأشار بن على أن المنتصرين في تلك الحرب وعندما كرروا نفس خطا المهزومين هزموا بدورهم، فقد هزم الجنرال الأميركي مكارثر في كوريا بعد أن أصر على مواصلة مطاردة جنود كوريا الشمالية لغاية الحدود مع الصين.

وانتقل ألوف بن بعد ذلك ليسقط ذلك على إسرائيل التي وصلت باعتقاده إلى نقطة الذروة من حيث تفوقها العسكري بعد حرب حزيران واعتقدت أن المزيد من القوة كفيل بأن يبقيها إلى البد في سيناء، وعليه رفضت غولدا مئير اقتراح السلام المصري مما قاد في نهاية المطاف إلى حرب أكتوبر وما رافقها من صدمة قومية اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من سيناء بعد سقوط آلاف القتلى عبثا.

وخلص ألوف بن إلى القول في النهاية إلى أن أولمرت الذي لا يصل إطلاقا على مستوى نابليون ولا باقي القادة العسكريين، قد طمع في حرب لبنان الثانية بممارسة المزيد من القوة لإخضاع حزب الله، بدلا مكن وقف العمليات بعد التفوق الذي حققته الهجمات الجوية التي فاجأت حزب الله، فقد آمن يومها أن النصر قريب وفي متناول اليد ولا يزال يؤمن بذلك اليوم، ويصر على المزيد من الضغط عبر وضعه شروط تعجيزية لوقف إطلاق النار.

وفي كلتا الحالتين: حزب الله وحماس، فإن النتيجة متشابهة: تآكل الإنجاز الأولي، وقوع قتلى وإصابات وضرب التأييد الدولي واللحمة الداخلية. قد يكون أولمرت قد قرأ تقرير فينوغراد، وعمل وفق القواعد المطلوبة لكنه عاد وارتكب خطأه الأساسي. لم يفت الوقت بعد، فهناك مجال لإصلاح الخطأ: ففي العام 2006 انجرت إسرائيل لحرب استنزاف إضافية دامت ستة أسابيع وانتهت بصدمة قومية. وفي 2009 يجدر بإسرائيل أن تتوقف وتخرج من غزة، قبل ان تتبدل النشوة بضربة أليمة.