الياس توما من براغ: أعلن نائب رئيس الحكومة التشيكية وزير التنمية المحلية ييرغي تشونييك الذي يترأس حزب الشعب المشارك في الإئتلاف الحاكم قبل ظهر اليوم إستقالته فاتحا المجال بذلك لرئيس الحكومة ميريك توبولانيك لبدء إجراء تعديلات في الحكومة ستطال عدة حقائب. وكان تشونييك مع عدد من قيادي حزبه قد طالبوا الأسبوع الماضي بإقالة وزير المالية ميروسلاف كالوسيك الذي ينتمي إلى نفس الحزب غير أن رئيس الحكومة رفض هذا الطلب مشدا على أن كالوسيك هو أفضل الوزراء وان وزارة التنمية لديها أسوأ أداء بين الوزارات ولذلك فانه سيطالب بإقالة تشونييك نفسه.

ويمثل إعلان تشونييك عن استقالته اليوم مفاجأة لان قيادة الحزب كانت قد قررت يوم السبت سحب طلبها بإقالة كالوسيك وتبنت موقفا يقول بان وزراء الحزب يجب أن يستمروا جميعا في مناصبهم.

من جهته أعلن حزب الخضر المشارك أيضا في الائتلاف انه يريد تغيير الوزيرة المكلفة بملف حقوق الإنسان والأقليات وتساوي الفرص جميلة ستيهليكوفا وتعيين المغني ميخال كوتساب الذي كان عضوا في البرلمان الفيدرالي التشيكوسلوفاكي ومن المعارضين للنظام الشيوعي مكانها.

وسيتم تعيين رئيس اللجنة التشريعية الحكومية وزير الخارجية الأسبق تسيريل سفوبود بدلا من تشونييك في وزارة التنمية المحلية بينما سيتم إسناد منصب نائب رئيس الحكومة لوزيرة الدفاع فلاستا باركانوفا التي تنتمي إلى حزب الشعب أيضا. وأمام هذه التطورات لا يستبعد أن يقدم الحزب المدني اكبر أحزاب الائتلاف الحاكم على إجراء تعديلات أيضا بين صفوف الوزراء الذين ينتمون إليه على أمل أن تؤدي هذه التعديلات إلى تحسين شعبية الحكومة التي انخفضت شعبيتها بشكل كبير في الأشهر الأخيرة ولذلك منيت أحزابها بإخفاق ذريع بالانتخابات المحلية على مستوى المحافظات والانتخابات الجزئية إلى مجلس الشيوخ التي جرت في تشرين الأول أكتوبر الماضي.

ويجمع معظم المراقبين في براغ على أن الأوضاع السياسية في تشيكيا ناضجة تماما لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة لا ن الحكومة لم يعد لها أغلبية واضحة في البرلمان والخلافات تعمقت داخل أحزابها غير أن المشكلة الكبيرة التي تواجه الجميع هي تسلم تشيكيا رئاسة الاتحاد الأوربي مطلع هذا الشهر وبالتالي فان إجراء انتخابات خلال النصف الأول من هذا العام سيكون صعبا ولذلك يرجح الكثيرون أن الانتخابات المبكرة ستحدث هذا العام لكن في النصف الثاني منه أي بعد الانتهاء من الرئاسة الأوربية الغارقة فيه قيادات براغ حتى أذنيها الآن حسيب وصف نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوربية بسبب ملفين كبيرين تسلمتهما مع الأيام الأولى لرئاستها الأول ملف غزة والثاني ملف الغاز على ضوء الخلاف الروسي الاوكراني.