غزة، وكالات: أفاد شهود عيان فلسطينيون أن إشتباكات عنيفة تدور فجر الثلاثاء في مناطق عديدة في جنوب مدينة غزة حيث توغلت عشرات الدبابات الإسرائيلية بمساندة من الطيران من محورين. واكد الشهود ان quot;ارتالا من الدبابات توغلت في منطقتي الشيخ عجلين وتل الهوى في جنوب غرب المدينة وسط اشتباكات عنيفة جداquot;. واضافوا ان quot;عشرات الانفجارات هزت المنطقة حيث اطلقت الطائرات الاسرائيلية عددا من الصواريخ ايضاquot;.

وذكر الشهود ان quot;قوة خاصة اسرائيلية تسللت الى منطقة تل الهوى وجرت اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين قبل ان تدخل ارتال من الدباباتquot;. كما توغلت قوة اسرائيلية مدعومة بعشرات الاليات المدرعة في داخل حي الزيتون من الناحية الغربية الجنوبية. وتشهد المنطقة معارك عنيفة مع مقاتلين فلسطينيين.

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان شخصا على الاقل قتل في حي الزيتون. وفي حي رضوان قال شهود عيان ان ثلاثة اشخاص جرحوا خلال تدمير منزلهم بغارة جوية. واوضح الشهود ان وحدات اسرائيلية دخلت بعيد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء (22,00 تغ الاثنين) الى تل الهوى بجنوب مدينة غزة حيث تعرضت لنيران قناصة قبل ان تحصل على دعم جوي. واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان معارك دارت في عدة احياء من مدينة غزة ولكنه لم يعط ايضاحات اضافية.

ومن جهة اخرى، دارت اشتباكات عنيفة بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية في بلدة خزاعة في شرق خان يونس.

ومن ناحيتها، اعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، انها دمرت دبابتين اسرائيليتين في حي الزيتون وقتلت عددا من العسكريين في بلدة الخزاعة ولكن الجيش الاسرائيلي نفى هذه المعلومات. وفي شمال قطاع غزة، وقعت اشتباكات مماثلة في شرق جباليا وغرب بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، وفق ما افادالشهود. واوضح الشهود ان quot;زوارق حربية اسرائيلية اطلقت ايضا قذائف على جباليا وبيت لاهياquot;.

ومن ناحية اخرى، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا لعائلة ابو جياب في حي الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة حيث اصيب ثلاثة مدنيين بحسب مصدر طبي وشهود عيان. كذلك نفذ الطيران الحربي عدة غارات جوية على منطقة الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر حيث تنتشر مئات الانفاق.

وقال ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية إن المسلحين الفلسطينيين سيتعرضون لما اسماه quot;قبضة اسرائيل الحديديةquot; طالما واصلوا اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وفي ختام زيارة له لمنطقة جنوب إسرائيل التي تسقط عليها الصواريخ الفلسطينية، قال أولمرت: quot;نريد وضع حد للعملية العسكرية على غزة عندما يتوفر شرطان: وقف إطلاق الصواريخ ووقف تسليح حماسquot;.

ولكن إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة وأحد قادة حماس البارزين، قال في خطاب متلفز سجل في موقع سري في غزة: quot;أقول لكم إنه وبعد 17 يوما من هذه الحرب المجنونة، فإن غزة لم تنكسر ولم تسقطquot;.

وقال هنية إن الحركة quot;ستتعامل بانفتاح وإيجابيةquot; مع أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى quot;حقن دماء الفلسطينيين ورفع الحصارquot; عن غزة، مؤكدا في الوقت ذاته الثبات في مواجهة ما أسماه quot;العدوان الإسرائيليquot; على الشعب الفلسطيني والثقة بتحقيق النصر. واضاف هنية: quot;إننا نواجه هذا العدوان على مسارين: فهناك قرارات ولقاءات واتصالات تجري، ونحن نتحرك على هذا المسار ولا نغلقه، وسنتعامل إيجابيا وبانفتاح مع كل مبادرة توقف الحرب وتحقن دماء شعبنا الفلسطيني وترفع الحصار عنه.quot;

وقال بان في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة الدولية بنيويورك قبيل مغادرته يوم الثلاثاء الى منطقة الشرق الاوسط: quot;إن رسالتي بسيطة وواضحة ومحددة: يجب وقف القتال فورا.quot; ومضى الامين العام للقول: quot;ففي غزة، يتم اقتلاع الاسس التي يقوم عليها المجتمع برمته من مساكن وبنية تحتية مدنية ومرافق صحية وخدمية وتعليمية.quot;

وسيجري بان محادثات مع زعماء مصر واسرائيل وسورية اضافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن المسؤولين في المنظمة الدولية يقولون إنه لن يلتقي بممثلين عن حركة حماس، كما لم يتضح بعد ما اذا كان ينوي التوجه الى غزة خلال جولته التي ستستغرق اسبوعا.

في غضون ذلك، برزت ثمة مؤشرات الى ان المحادثات الجارية في العاصمة المصرية بين الحكومة المصرية وحماس تحرز بعض التقدم. وقال توني بلير مبعوث الرباعية الدولية الموجود في القاهرة حاليا بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك إن كل العناصر الضرورية للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار متوفرة. وقال بلير في مؤتمر صحفي: quot;آمل في ان نتمكن من التوصل الى اتفاق، ولكن علينا العمل بجد من اجل ان نجعله ذا مصداقية.quot;

ومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي المنصرف جورج دبليو بوش أمام الصحفيين في آخر خطاب رسمي له قبل مغادرته البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري أنه يؤيد quot;وقفا دائما لإطلاق النارquot; في غزة، لكنه يحمَّل حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية إن سفير إسرائيل في القاهرة، شالوم كوهين، قدم اعتذار بلاده الاثنين عن إصابة خمسة مصريين في القصف الإسرائيلي للمنطقة الحدودية مع غزة يوم أمس الأحد. وجاء الاعتذار الإسرائيلي فيما أعلن مصدر أمني مصري أن صاروخا إسرائيليا سقط الاثنين في الجانب المصري من الحدود، لكنه لم ينفجر.

وبدوره، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأسباني: quot;عندما اكتشف الجانب الإسرائيلي بأنه غير قادر على تحقيق أهداف حملته العسكرية، تحول إلى القول إننا نرغب في السيطرة على الأنفاق، وبالتالي قام الإسرائيليون بالهجوم على محور صلاح الدين الملاصق للحدود المصريةquot;.