طلال سلامة من روما: أعلن روبرتو ماروني، وزير الداخلية الإيطالية، عن مصادرة ما مجموعه 4 بليون يورو من ثروات زعماء المافيا، التي لا تأكلها النيران. بيد أن كل ما أعلن ماروني عنه من مصادرات ما يزال حبراً على ورق. هكذا، لا تستطيع حكومة روما الاستغناء عن المافيا من أجل ترقية جهودها إعلامياً ولا تستطيع المافيا التخلي عن ايطاليا من أجل حشو خزينتها بالأموال. وربما تأتي أفضل النتائج الأمنية من حصاد الحرب على المنظمات المافيوية التي تعتبر قطاعاً لا تريد أغلبية الوسط اليميني التوغل فيه كثيراً. في الحقيقة، بذل روبرتو ماروني، بغض النظر عن انتمائه السياسي الى حزب رابطة الشمال، جهداً كبيراً للمحافظة على وعوده أمام ايطاليا، شعباً وحكومة. فالجميع يعترف أن مكافحة هذه المنظمات كانت مسألة شخصية أكثر من حكومية حقق من خلالها الوزير ماروني نتائج واعدة، أعجب بها رئيس الجمهورية. في العام الماضي، قادت أجهزة الشرطة(التابعة لوزارة الداخلية) أكثر من 130 عملية للقبض على زعماء المافيا ورجالهم. كما نجحت في اعتقال أكثر من 1200 ومنهم من تورط في عمليات مشبوهة رامية الى ممارسة الإرهاب على الأراضي الإيطالية.
من حيث مصادرة الثروات المافيوية، تمكن ماروني في غضون الشهور الستة الأخيرة من القبض على أصول مملوكة الى زعماء المافيا قيمتها الكلية أكثر من 4 بليون يورو مقارنة ب1.6 بليون يورو في عام 2007. وتتألف هذه الأصول من سيارات وكاميونات وشركات وأسهم. مع ذلك، تواصل المافيا الاغتناء!
على الرغم من هذا النجاح العسكري، تبدو لنا إحصائيات وزارة الداخلية شبه وهمية لسببين. الأول هو أن الأصول المصادرة من المافيا سرعان ما تفقد من قيمتها. أما الثاني فيتعلق بأن حكومة روما تنجح دوماً في مصادرة كمية قليلة من الأصول المافيوية. علاوة على ذلك، فان العديد من عمليات المصادرة، التي تعتبر نقاطاً سياسية إيجابية لصالح ائتلاف برلسكوني الحاكم، وُلدت عبر إجراءات طلبتها المحاكم من حكومة روما، عندما كان البروفيسور رومانو برودي رئيساً للوزراء. ما يعني أن الحرب ضد المافيا تقودها أساساً المؤسسات المختصة التي ليست بحاجة الى تبني أي لون سياسي. أما الباقي فقد يكون مبادرات شخصية لتعزيز السيرة المهنية.