ملكي سليمان من القدس: تنهال على المواطنين في فلسطين هذه الايام آلاف المكالمات الهاتفية مصدرها مواطنين من الدول العربية وبخاصة من دول المغرب العربي وتحديدا من الجماهيرية اللبيبة، غايتها الاطمئنان على الفلسطينيين ومحاولة منهم لرفع المعنوية في ظل الهجوم الإسرائيلي و على الرغم من ان معظم المكالمات تكون منتصف الليل نظرا للفارق الزمني في الوقت بين فلسطين وتلك الدول غير انها تلاقي التقدير والاحترام.

وقالت المواطنة مريم علي التي تسكن في احدى قرى رام الله انها استيقظت عند الساعة الثالثة فجرا على صوت الهاتف يرن مشيرة الى انها للمرة الاولى اصابها الخوف والقلق متوقعة ان يكون مصدر الهاتف من اهلها لاخبارها عن حالة وفاة او مرض لكونها تعيش بعيدا عن اهلها الذين يسكنون في قرية اخرى ولكنها فوجئت بصوت احد الاشخاص يعرف على نفسه بانه من الجماهيرية الليبية واتصل من اجل السؤال عن احوال الاهل في فلسطين.
وقالت مريم : quot;في البداية عبر عن اعتذاره للاتصال متأخرا ومعرفا على نفسه بان اسمه محمود ويعمل موظفا حكوميا وقام بالاتصال بشكل عشوائي من خلال دليل التلفون ولا يعرف اسماء اصحاب التلفونات التي يتصل بهاquot;.

مضيفة :quot;اعتقدت انه احد الاشخاص يريد المعاكسة ولكن كاشف الارقام الخاص بالتلفون اظهر انه رقم دولي، واستمر في السؤال عن الحال والاحول لاكثر من عشرين دقيقة ثم اعتدز مرة اخرى وقفل الهاتفquot;. وقال المواطن مسعود صلاح من رام الله ان هاتفه لا يصمت منذ عدة ايام خلال ساعات الفجر وكلما رفع السماعة كان لا يفهم صوت المتحدثين بمعنى ان اللهجة عربية ولكنها غير مفهومة سوى كلمتي انا من المغرب وفلسطين ثم يقفل الهاتف وبعد قليل يرن مرة اخرى ويعود نفس المتصل وبنبرة حزينة لم يتمكن من توصيل عبارة التعاطف والمساندة لي.

وقال مواطن اخر رفض الافصاح عن اسمه: انها مكالمات متاخرة بعض الشئ وتسبب ازعاجا للنساء سيما اللاتي يكن لوحدهن مشيرا الى ان بعض الاشخاص المتصلين لا يتحدثون مباشرة لا نعرف الاسباب كما وان بعضا منهم يحاول معرفة الاسماء قد يكونون على حسن نية ولكننا في فلسطين تعودنا على ان نأخذ الامور بجديةquot;.

وقال المواطن ابراهيم ادم من مدينة البيرة اتمنى لو ان هذه الاموال التي تدفع ثمنا للمكالمات والتي غالبها لا تجرى مع الاهل في غزة لان معظم شبكة الاتصالات في غزة معطلة ان يتم جمعها وشراء حليب ومواد غذائية لاطفال ونساء غزة سيما وان بعض المتصلين يمضي 30 دقيقة وهو يسال نفس الاسئلة .