فالح الحمـراني من موسكو: قررت الحكومة العراقية رفع قدرات الجيش عن طريق شراء دفعة كبيرة من الدبابات الروسية.وفي الوقت الذي لم يعلن فيه عن كلفة الصفقة، الا ان المراقبين يتوقعون انها ستكون الاكبر من نوعها في الشرق الاوسط.

وكان العراق في زمن النظام السابق من بين اكبر الدول المستوردة للسلاح الروسي. بيد ان موسكو اوقفت صادراته لبغداد بعد اجتياح الكويت التزاما بالقرارات الدولية. وكانت معطيات قد ترددت بان العراق بصدد استيراد اسلحة خفيفة من ضمنها الرشاشات.

وابدت كافة الاحزاب والتيارات السياسية العراقية دعمها لصفقة الدبابات مع روسيا، لقناعتها بان الدبابة تعتبر اهم الوسائل العسكرية في ظروف مواجهة الجماعات المسلحة، والحروب الموضعية.

ويتزامن نبأ الصفقة الكبرى مع اختتام وفد روسي برئاسة النائب الاول لرئيس مجلس الفيدرالية الروسي الكسندر تروشين زيارة هامة لبغداد اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ووزير النفط حسين الشهرستناني، تركزت على افاق العلاقات بين روسيا والعراق. ونقل تروشين دعوة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لزيارة موسكو في اقرب وقت. ومن المرتقب ان يقوم وزير الخارجية العراقية هشام زيباري موسكو قريبا.

ووفقا لمصادر مطلعة فان الخلافات اندلعت حول صفقة الدبابات الروسية فقط بعد ان اصبح معروفا نوع الدبابات التي تريد حكومة بغداد استيرادها من روسيا. وظهر ان الحديث يدور حول دبابة تو ـ 72 التي براي معارضي الصفقة والخبراء انها ذات مواصفات اضعف بكثير من الامريكية مي ابرامز.
واشار ضباط في الجيش العراقي المنحل الى ان القوات الامريكية اعطبت خلال حرب 2003 ما لايقل عن 400 دبابة من هذا النوع قبل ان تلحق بالخصم اية اضرار.

ويتسائل الخبراء عن الاسباب التي دعت الحكومة العراقية شراء تو ـ 72 ، على الرغم من انه كان بوسعها الاتفاق على شراء دبابات من طراز تو ـ 82 او تو 92 المتطورة. وفي ظل غياب الشفافية في الصفقة فان عددا منهم ذهب الى ان الرشاوي كانت الدافع الرئيسي لعقدها.