طلال سلامة من روما: يبدو أن الصراع الأيديولوجي، المستمر بصورة متقطعة بين جان فرانكو فيني رئيس البرلمان الإيطالي ورئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، كلٌف الأخير خمس نقاط مئوية من ثقة الناخبين الإيطاليين به، دفعة واحدة! علاوة على ذلك، يمر ناخبو حزب الاتحاد الوطني اليميني، الذي يرأسه كذلك جان فرانكو فيني، بوعكة سياسية طالت ناخبي حزب رابطة الشمال بصورة هامشية. وما حصل مؤخراً لبرلسكوني يشابه ما يجري في بورصة وول ستريت من أيام سوداء تخيم عليها فجأة من دون سابق إنذار.

في كل ولاية سياسية، ثمة سلة من الجدل الحاد داخل الائتلاف الحاكم الذي يشتعل أثناء المواجهة الكلامية قبل أن ينطفئ مجدداً ويتحول الى استراحة فكرية من شأنها تصحيح أي تهور كلامي أم خطأ تقويمي حصل خلال المواجهة. هنا، لا يعارض الرأي العام هذه الآلية السياسة المحنكة، التي أهدت برلسكوني في الشهور الأخيرة ثقة شعبية اقتربت كثيراً من الثقة التي انتزعها صدام حسين من شعبه آنذاك. على الساحة الإيطالية، يدور الصراع بين برلسكوني وفيني، حول بعض الإجراءات الحكومية، منذ أكثر من أسبوعين. لا بل أضحت الشرارات داخل الائتلاف الحاكم، أي quot;حزب الحريةquot;، تنطلق بصورة يومية مما يضع علامات الاستفهام حول أي انقسام سياسي يطال بدوره ائتلاف الوسط اليمين بعد أن أوقع عدداً من الضحايا البارزين من شخصيات سياسية رفيعة المستوى في ائتلاف الوسط اليساري.

في الواقع، ما يزال برلسكوني يستأثر بأكثر من 60 في المئة من ثقة الناخبين الإيطاليين به بيد أن المهمة المؤسساتية التي قام برلسكوني بتلزيمها الى جان فرانكو فيني بدأت تضخيم قطر جدل المد والجزر، بينهما، أمام أعين الرأي العام. على الأرجح، سنرى آثاراً جانبية أثقل لهذا الصراع المؤسساتي الدائر بينهما في الشهور القادمة. على صعيد زعماء رابطة الشمال، فانهم يريدون تحليل ما يجري بين برلسكوني ورئيس البرلمان الإيطالي لدراسة الخطوات القادمة التي لن تخلو، بالطبع، من المفاجآت.