لندن: تظاهر عدة آلاف أمام المبنى الرئيسي لهيئة الإذاعة البريطانية وسط لندن احتجاجا على أسلوب تغطية الهيئة للحرب على غزة الذي اعتبروه متحيزا، وعلى رفض الهيئة بث نداء quot;للجنة طوارئ الكوارثquot; للتبرع لصالح أهالي غزة.

وقدم توني بن السياسي المخضرم والنائب السابق في مجلس العموم البريطاني عريضة إلى إدارة بي بي سي بالنيابة عن quot;ائتلاف أوقفوا الحربquot; الذي نظم المظاهرة ـ quot;تدعو الهيئة إلى التراجع عن قرارها وبث النداء، وإلى التزام تغطية أكثر حيادية للأحداث في غزةquot;.

وكان عدد من وسائل الإعلام البريطانية قد رفض بث النداء في خرق نادر لاتفاق بينها وبين اللجنة يعود لعام 1963.

وجاءت المظاهرة ضمن سلسلة الاحتجاجات المتواصلة التي تشهدها العاصمة البريطانية والمدن الكبرى في البلاد منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن قرار الامتناع عن بث نداء المساعدة زاد من حدة مشاعر الغضب.

وقد عادت القناة الرابعة والقناة التليفزيونية المستقلة quot;آي تي فيquot;، والقناة الخامسة عن قرارها السابق وقررت بث النداء.

فيما قرر ائتلاف أوقفوا الحرب مواصلة احتجاجاته quot;حتى تعود الهيئة عن قرارهاquot;، ويضم الإتلاف منظمة حملة أوقفوا الحرب وحملة التضامن مع فلسطين والمبادرة الإسلامية.

نداء الحكومة

وكانت الحكومة البريطانية قد حثت وسائل الإعلام، ومن ضمنها بي بي سي، على إعادة النظر في قرارها عدم بث نداء إغاثة غزة.

وقال وزير التنمية الدولية دوجلاس أليكساندر إنه يأمل باعادة وسائل الإعلام النظر في قرارها بسبب quot;المعاناة الإنسانية المستمرة في غزةquot;.

وكانت البي بي سي قد دافعت عن قراراها بعدم إذاعة نداء تلفزيوني لجمع تبرعات لغزة، وقالت إنها أرادت أن تتجنب زعزعة ثقة الرأي العام في حياديتها.

وقالت البي بي سي إن قرار عدم إذاعة نداء استغاثة للجنة طوارئ الكوارث على أية شبكات تلفزيونية داخل المملكة المتحدة اتخذ عبر التنسيق مع الشبكات التلفزيونية الأخرى.

وتقول لجنة طوارئ الكوارث إنه كان هناك quot;دليل واضحquot; على أن الرأي العام البريطاني كان يريد المساعدة.

وفي بيان أصدرته البي بي سي ذكر بأن quot;القرار تم اتخاذه بسبب علامات استفهام أثيرت حول تقديم الإغاثة في وضع مضطرب وتفادي خطر زعزعة ثقة الرأي العام في حيادية البي بي سي بالنسبة لقصة إخبارية مازالت متواصلةquot;. quot;على الرغم من ذلك، ستظل البي بي سي بالطبع، تتابع الوضع الإنساني في غزةquot;.

وتعتبر لجنة طوارئ الكوارث مظلة تندرج تحتها العديد من وكالات الإغاثة.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة شايستا عزيز إنها متأكدة من إمكانيات أعضاء اللجنة وأجزاء أخرى من المنظمة للرد، كما أن هناك quot;حاجة إنسانية ملحةquot;.

وأضافت: quot;نحن نشعر بالأسف أن الرسالة لم تصل إلى العدد الكافي من الناس كما كنا نأملquot;.

وتندرج تحت مظلة لجنة طوارئ الكوارث كل من منظمات Action Aid والصليب الأحمر البريطاني و Cafodومنظمة Care الدولية في المملكة المتحدة ومنظمة الإغاثة الإسلامية و Oxfam واحموا الأطفال و Tearfun.

وقال الرئيس التنفيذي للجنة طوارئ الكوارث بريندان جورملي إن وكالات اللجنة quot;لديها مدى زمني في العمليات الإغاثية. نحن لا نقترح إعادة بناء غزة وإنما سنستطيع مساعدة الحاجات القصيرة المدى.quot;

وكانت الحكومة البريطانية قد تعهدت بتقديم ثلاثين مليون جنيه إسترليني كمساعدات إغاثية إلى غزة.