607 أطنان تصل من الهند والصين وتركيا والإمارات وبريطانيا
جسر جوي وبري ضخم ينقل المواد الانتخابية إلى العراق

طفلة عراقية في مهرجان انتخابي في بغداد

أسامة مهدي من لندن: بعيداً من الصراع الانتخابي بين السياسيين العراقيين والوعود بانجازات والاتهامات للمنافسين التي يطلقونها فإن عملية ضخمة تجري حاليا عبر جسر جوي وآخر بري لنقل 607أطنان من المواد الانتخابية من تركيا والإمارات وبريطانيا والإمارات والهند إلى العراق ومن ثم توزيعها على 7 ألاف مركز انتخابي في محافظات البلاد الأربع عشرة التي ستشهد الانتخابات المحلية السبت المقبل بالترافق مع تطبيق إجراءات امنية مشددة لدى تصنيعها .. في وقت حذر مرصد عراقي للحقوق والحريات الدستورية من عمليات تزوير ستشهدها الانتخابات نظرا لعدم وجود إجراءات حازمة تحد من ذلك داعيا الى اعلان نتائجها خلال 24 ساعة الاولى من انتهاء عمليات الاقتراع.

وتقوم شركات محلية وعالمية تعاقدت معها المفوضية العراقية للانتخابات لتجهيز مواد انتخابات مجالس المحافظات في عملية ضخمة يتم خلالها نقل الكميات والأوزان الكبيرة لهذه المواد من المجهز إلى 7000 مركز اقتراع ويشكل تحدياً لوجستيا كبيرا . وتتابع حالياً لجان فنية للمفوضية تنفيذ هذه العقود في مواقع متعددة حول العالم كي تتأكد من الجودة النوعية للمواد المجهزة ومن تطبيق إجراءات أمنية صارمة في أثناء تصنيع المواد ونقلها كما افاد مصدر في المفوضية.

وقد تم إنتاج هذه المواد الانتخابية في الهند والصين ونقلت بواسطة شركات شحن دولية إلى مطارات الموصل في الشمال وبغداد العاصمة في الوسط والبصرة في الجنوب على متن 4 طائرات طراز بوينغ 747 B و4 طائرات طراز أنتونوف AN-12 و7 طائرات طراز إليوشن IL-76 . وتتضمن هذه المواد 7 الاف لوحة تشير الى مراكز الانتخاب و42 الف لوحة تشير الى محطات الاقتراع و 11 الف لمراكز التدريب اضافة الى 88 الفا و200 قنينة حبر غير قابل للمحي لتصبغ اصبع المصوت منعا لتكرار تصويته و 44 و100 ختم لاوراق الاقتراع. وقد بلغت أوزان هذه الحمولات 607أطنان نقلت من المطارات العراقية بوساطة متعهد معتمد من المفوضية تحت غطاء أمني شامل إلى مستودعات المفوضية في المحافظات.

وتمت طباعة سجلات الناخبين النهائية و قوائم الناخبين لمراكز الاقتراع وملصقات جدارية بأسماء المرشحين واستمارات الشكاوى لكافة مراكز ومحطات الاقتراع من قبل شركة معتمدة في بريطانيا. وتنقل المواد إلى مطارات الموصل وبغداد والبصرة على متن طائرة طراز أنتونوف AN-12 تحمل 20 طناً.

اما طباعة اوراق الاقتراع فقد اشار المصدر الى انها تتم في الإمارات العربية المتحدة لانجاز 20,7 مليون ورقة اقتراع بـتصميم خاص لكل محافظة من 14 محافظة مشاركة في الانتخابات . ويبلغ الوزن الإجمالي لهذه الأوراق 599 طناً وسوف تنقل بوساطة شركات شحن دولية إلى مطارات الموصل وبغداد والبصرة على متن 3 طائرات طراز بوينغ 747-B و11 طائرة طراز إليوشن IL-76 . يستلمها من المطارات العراقية متعهد معتمد من المفوضية ليتم توزيعها من المطارات على مستودعات المفوضية في المحافظات استعدادا لتوصيلها إلى مراكز الاقتراع قبل يوم الانتخابات. كما تتم متابعة كافة المواد الحساسة ومن ضمنها أوراق الاقتراع بشكل دقيق لضمان توصيلها إلى الجهة الصحيحة. اما حواجز التصويت فقد تمت صناعة 85 الف حاجز في تركيا ونقلت إلى العراق بوساطة أكثر من 33 شاحنة وبحمولة إجمالية بلغت 180 طنا.

وستتم إعادة تعبئة جميع هذه المواد بما في ذلك المواد المطبوعة في العراق داخل مستودعات المفوضية لكل محطة اقتراع من مجموع 42 الف محطة. وفي تقدير المفوضية سيتم استخدام 700 شاحنة لتوصيل المواد من مستودعاتها إلى مراكز الاقتراع قبيل يوم الانتخابات. واشار المصدر الى انه في الجانب الامني فقد تم تحصين ما يقارب 50% من مراكز الاقتراع المنتشرة في عموم العراق لحد الان وتم تبليغ جميع الكيانات السياسية والمنظمات الدولية والاعلاميين بمواعيد ومواقع مراكز التصويت الخاص لغرض الاشراف على العملية الانتخابية وضمان نزاهتها.

وقد قررت مفوضية الانتخابات اليوم رفع ملصقات الحملة الدعائية لمرشحي الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات بعد ثلاثة أيام من عملية الاقتراع.وقالت المفوضية في بيان لها ان مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قرر تحديد سبعة ايام لازالة ملصقات الحملة الدعائية لمرشحي الكيانات السياسية المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، تبدأ بعد مرور ثلاثة ايام من يوم الاقتراع quot; . واشارت الى انها ستقوم وبالتنسيق مع امانة بغداد والبلديات المختصة بوضع خطة خاصة لازالة هذه الملصقات وبتنفيذ من قبل امانة بغداد والبلديات المختصة وعلى نفقة الكيانات السياسية على ان تستقطع تكلفة ذلك من التأمينات المالية المودعة لدى المفوضية .

تحذير من عدم وجود مبادرات او قوانين تحد من التزوير

وقال مرصد الحقوق والحريات الدستورية في العراق انه نظرا لقرب اجراء الانتخابات ومن خلال المراجعة الدقيقة للقواعد والاجراءات التي اتخذتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فإنه لم نجد اي مبادرات او قوانين او انظمة تهتم في الحد من ظاهرة التزوير المتوقعة في الانتخابات القادمة على الرغم من جميع المؤشرات التي ظهرت والتي ترجح حدوث عمليات تزوير بنسبة يمكن ان تكون كبيرة وفي جميع المحافظات العراقية.

واضاف المرصد في تقرير اليوم انه بينما تتمتع مفوضية الانتخابات بصلاحيات واسعة النطاق سواء على مستوى تنفيذ القوانين او على مستوى تشريع الأنظمة التي لها قوة والزامية القانون فإنها لم تبادر باتخاذ خطوات فعلية تحد من هذه الظاهرة الخطرة حيث خلت كافة الانظمة والاجراءات والقرارات التي اصدرتها من اي معالجات واقعية تتناسب مع حجم هذه المشكلة التي لها اثار سلبية على مستقبل العراق.

واشار الى ان النظام رقم 14 لسنة 2008 والذي جاء نسخاً عمّا نص عليه قانون الانتخابات رقم 36 لسنة 2008 فقد وضع بعض العقوبات وفي حدها الادنى والتي لا تكفي لان تعالج ظاهرة التزوير، وشدد على ان المفوضية وهي الجهة المكلفة بضمان نزاهة الانتخابات فهي ملزمة باتخاذ جميع الاجراءات الفورية للحد من هذه الظاهرة داعيا المفوضية الى العمل على معالجة عمليات التزوير والتي لها سلبيات كبيرة على الواقع السياسي والاجتماعي في العراق.

واشار المرصد الى انه وفقا للدراسات التي توصل لها فإن ظاهرة التزوير يمكن ان تحدث خلال المراحل الآتية :

المرحلة الاولى:

مرحلة ما قبل إجراء عملية الاقتراع : في هذه المرحلة يتم فيها توزيع المهام واليه السيطرة على مراكز الاقتراع وتوزيع مواد الدعم اللوجستي ( اوراق الاقتراع ndash; صناديق الاقتراع .....وغيرها ) و يمكن من خلالها البدء بعملية التزوير او على الاقل تهيئة مستلزمات واقعة التزوير وعند مراجعة الاجراءات المتبعة من قبل المفوضية وجدنا انها اجراءات ضعيفة ومن الممكن اختراقها وعليه نؤكد ضرورة ان تتخذ المفوضية دورًا فعالاً في هذه المرحلة للحد من تعثرعمل لجانها.

المرحلة الثانية:

المرحلة الثانية هي مرحلة الاقتراع التي سيدلي فيها الناخب بصوته : وهي من اهم المراحل والتي يمكن من خلالها الحد والقضاء على ظاهرة التزوير فكلما كانت الاجراءات المتخذة من قبل المفوضية مشددة كلما ادى ذلك الى نتائج ايجابية . فالمفوضية يمكن لها اتخاذ اجراءات سريعة وصارمة من خلال توجيه العقوبات اللازمة لموظفيها والمتعاقدين معها في حالة تهاونهم في المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

المرحلة الثالثة:

مرحلة الفرز والعد واعلان النتائج : وتعد هذه المرحلة جزءًا متمماً للمراحل السابقة والتي لها اهمية كبيرة في القضاء على التزوير في حال تم ضمان نزاهتها وما تم رصده ان تأخرت المفوضية في اعلان النتائج سيكون له اثر بالغ في تسهيل عملية التزوير وقلب ارادة الناخبين وعليه فإن على مفوضية الانتخابات ان تصدر قرارا فوريا تحدد بموجبه ان يكون موعد اعلان النتائج خلال الاربع والعشرين ساعة الاولى من اجراء عملية الاقتراع.

ويذكر ان 401 كيان سياسي و36 أئتلافا سياسيا ستشارك في الانتخابات التي ستجري السبت في 14 من اصل 18 محافظة باستثناء كركوك والمحافظات الكردية الثلاث السليمانية واربيل ودهوك في الشمال. ويبلغ عدد المرشحين 14460 يتنافسون على 440 مقعدا في حين يبلغ عدد الناخبين في 14 محافظة حوالى 15 مليونا.