واشنطن: عبر اثنان من الرؤساء الأميركيين السابقين عن أكبر وأهم إخفاقاتهما خلال وجودهما في البيت الأبيض، حيث عادا إلى القضايا التي مازالت تلقي بظلالها على الولايات المتحدة الأميركية منذ توليهما سدة الحكم. جاء ذلك عندما استضاف منتدى سؤال وجواب الذي عقد في نقابة موزعي السيارات في نيوأورليانز بولاية لويزيانا، الرئيسين السابقين للولايات المتحدة. وعندما سئل الرئيس جورج بوش الأب عن أهم وأكبر إخفاقاته خلال وجوده في الحكم، قال إنه يتساءل عما إذا كان ينبغي عليه محاولة دفع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، إلى التخلي عن الحكم بنهاية حرب الخليج الأولى عام 1991.

وقال بوش الأب: quot;لقد فكرت في ذلك الأمر كثيراً آنذاك، ولكن مع نهاية 'عاصفة الصحراء' ثار تساؤل حول ما إذا كان ينبغي علينا أن الاستمرار في كل ذلك الموت والقتل لدفع صدام حسين إلى التخلي عن سلاحه والاستسلام، غير أن الاعتقاد العام كان يشير إلى أنه لن يفعل ذلك.quot; وأضاف بوش الأب إن حواراً مع عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد استجوب صدام حسين بعد القبض عليه دفعه إلى إعادة التفكير في هذه المسألة من جديد.

وقال بوش مستذكراً: quot;لقد سألته 'ماذا لو قلنا إنه سيستسلم، هل كان سيفعل ذلك؟' فرد عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي قائلاً 'إنني مقتنع تماماً بأنه كان سيفعل يذلك..' إلا أن الخبراء الذي كانوا معي قالوا إنه لن يستسلم.quot; وتابع بوش: quot;لقد انتهى الأمر إلى ما قلنا أنه سينتهي عليه.. أي نجاح عسكريquot;.. لكنه أضاف أن نهاية النظيفة كانت تقتضي أن تكون كاملة.

وأوضح: quot;لو أننا حاولنا أن ندفع صدام حسين إلى الاستسلام.. فأعتقد أننا كنا سنتجنب كل المشاكل التي تسبب لها في المستقبل.quot; أما كلينتون، فقد أعرب عن أسفه لإخفاقه في عدم التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال إن هذا الأمر هو الإخفاق الأكبر والأهم خلال سنوات حكمه، وقال: quot;إن إخفاقي الأول هو عدم قدرتي على إقناع ياسر عرفات بقبول خطة السلام التي عرضتها عليه في الفترة الأخيرة من مدة رئاستي، وهي الخطة التي حظيت بقبول الإسرائيليين.quot;

وأضاف كلينتون: quot;لو أنه فعل ذلك.. لكنا قد حظينا بسبع سنوات من التقدم بعملية السلام، فقد كانت هناك سنة واحدة عام 1998، وهي السنة الوحيدة في تاريخ إسرائيل التي لم يمت فيها أحد بأعمال إرهابية.. وكان للفلسطينيين سيطرة أكبر على الضفة الغربية مما لديهم الآن.quot; وتابع يقول: quot;ولو وافق (عرفات) على تلك الصفقة لكانت هناك الآن دولة فلسطينية.. ولكانت هناك علاقات سلمية طبيعية بين إسرائيل وكافة الدول العربية المجاورة.quot;

وقال كلينتون إن الصفقة كانت ستساعد الأميركيين على التعامل مع القضايا الأخرى في المنطقة. وأوضح قائلاً: quot;لو تحقق ذلك لكنا في وضع أفضل للتعامل مع مشكلة إيران، ولكنا قد اجتزنا نصف المشاكل المتعلقة بالجدل حول الإرهاب ي العالم وذلك بمنح الفلسطينيين دولتهم وخلقنا أجواء من التعاون والاعتماد الإيجابي المتبادل بين دول الشرق الأوسط، وليس الاعتماد السلبي.quot;

وتابع يقول: quot;أعتقد الآن أن تحقيق ذلك كان سينقذ أرواح الكثيرين ويساعد أناساً كثيرين.. أتمنى لو أنني استطعت تحقيق ذلك.quot; وقال إن على الرؤساء أن يتقاسموا الكثير من المعلومات مع المؤرخين حتى يتم تجنب الأخطاء التي ارتكبت والاستفادة من العبر والدروس. وأوضح أنه تطرق إلى الكثير من المشكلات مع الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، وكذلك مع الرؤساء الأميركيين الأربعة الباقين على قيد الحياة. وقال: quot;نحن نريد من الرئيس الجديد أن يرتكب أخطاء جديدة لا أن يقع في الأخطاء نفسها.quot; وتابع كلينتون يقول: quot;كلنا يعرف أن إذا اتخذت قرارات كثيرة فإنك سترتكب بعض الأخطاء.quot;