واشنطن-أنقرة: اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني وبحث معه مسألة الوجود الروسي في جورجيا. وقال متحدث باسم البيت الابيض هو غوردون جوندرو في بيان ان quot;الرئيس تحادث مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكني اليوم في اطار مواصلة استشاراته مع القادة الاوروبيين حول الوضع في جورجياquot;.

واضاف ان quot;الزعيمين ناقشا اهمية دعم سيادة ووحدة اراضي جورجيا وكذلك حمل روسيا على تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف اطلاق النار وسحب قواتها من جورجيا طبقا لهذا الاتفاقquot;.

ساكشفيلي: جورجيا تعول على دعم الاتحاد الاوروبي

من جانبه، اعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي الاحد ان بلاده تعول على دعم الاتحاد الاوروبي لها في الازمة الناشبة بينها وبين روسيا، وذلك خلال القمة الاستثنائيةالتي سيعقدها الاتحاد في بروكسل الاثنين.

وقال في خطاب الى الامة، حسب الموقع الرسمي للرئاسة quot;اتوقع ان تدعم اوروبا سيادة ووحدة اراضينا وان تقول انها لن تعترف ابدا بهذه الاعمال غير المشروعةquot;. وكان يشير الى اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.

واضاف quot;لا اعلم تماما ماذا سيجري في بروكسل غدا (اليوم) ولكن اعلم انها بداية عملية كبيرةquot;. وسيشارك الاف الجورجيين اليوم الاثنين في تظاهرات في تبيليسي وفي المدن الجورجية الكبرى للتنديد بquot;الاعتداء الروسيquot; على بلادهم.

وزيرة الخارجية الجورجية في تركيا

و كانت وزيرة الخارجية الجورجية ايكا تكيشيلاشفيلي أجرت مباحثات في اسطنبول مع عدد من المسؤولين الأتراك تتعلق بالأزمة المتصاعدة في القوقاز وجهود أنقرة في هذه المسألة.

وذكرت شبكة (ان.تي.في) الاخبارية في موقعها على شبكة الانترنت أن وزير الخارجية على باباجان استقبل الوزيرة الجورجية في اسطنبول مشيرة الى ان المباحثات تمحورت حول آخر مستجدات الأزمة القوقازية وسبل التعاون من أجل تخطي الأزمة الراهنة.

وقالت الوزيرة الجورجية quot;ان روسيا ما زالت تحتل أراضي في جورجيا وان روسيا لم تطبق بعد اتفاقية وقف اطلاق النارquot;. وأعربت تكيشيلاشفيلي عن شكرها للحكومة التركية التي وقفت بجانبها خلال المحنة الصعبة قائلة quot;تركيا واحدة من الدول التي مدت يد المساعدة والعون لجورجيا في محنتها الحالية وأكدت دعمها على وحدة وسيادة الأراضي الجورجيةquot;.

وتأتي زيارة تكيشيلاشفيلي عشية الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الى اسطنبول الثلاثاء المقبل.

ويرى المراقبون السياسيون أن تركيا تقف حاليا أمام اختبار اقليمي جديد مركزه الصراع في القوقاز فهي لن تستطيع معاداة موسكو لأن ذلك سيسبب لها الحرمان من مزايا تمديد أنابيب النفط والغاز عبر أراضيها مشيرين الى أن أنقرة ستراهن في المرحلة المقبلة على خيار التهدئة وتكثيف الدبلوماسية الوقائية الهادفة لمنع انتشار وتمدد دائرة الصراع.

يذكر ان تركيا حافظت في النزاع العسكري بين روسيا وجورجيا على مسافة واحدة من الطرفين حيث أعلنت دعمها لوحدة الأراضي الجورجية لكنها لم تدن العمليات العسكرية الروسية صراحة لا سيما أنها تسعى ومنذ مدة لتطوير علاقتها مع روسيا التي تعتبر المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لها.

وترتبط تركيا بعلاقات اقتصادية قوية مع كل من روسيا وجورجيا اذ يبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين تركيا وروسيا 38 مليار دولار فضلا عن انها تحصل من روسيا على 70 بالمئة من حاجتها للغاز عبر خط أنبوب التيار الازرق. أما مع جورجيا فتتمثل في خطي أنابيب نفط باكو ي تبليسي ي جيحان وانبوب غاز باكو ي تبليسي ي كارس.