الياس توما من براغ :كشف وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ عن تحذيره السابق للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيليعند زيارته العاصمة الجورجية تبليسي قبل عدة أسابيع من الوقوع في فخ الاستفزازات الروسية وضرورة التصرف بهدوء حرصًا على بلاده. وأضاف في حديث لموقع نوفينكي الاخباري التشيكي أن الرئيس الجورجي للأسف قد تصر ف بالشكل الذي تصرف به في إشارة إلى شن القوات الجورجية هجوما على إقليم اوسيتيا الجنوبية الأمر الذي دفع الروس إلى الرد بقوة.

وأكد شفارتسينبيرغ انه لم يفاجئ باعتراف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لان الروس هم الذين قاموا في النهاية بغزو جورجيا حسب قوله متوقعا أن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتم إيجاد حل للوضع الجديد الذي نشأ في القوقاز. وأعرب عن وقوف حكومة بلاده إلى جانب وحدة وسيادة أراضي جورجيا ضمن الحدود المعترف بها دوليا.

وردا على سؤال حول الفرق بين وضع ابخازيا واوستيا من جهة ووضع إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله أيضا من جانب واحد في 17 شباط فبراير الماضي أجاب أن الوضع في ابخازيا واوسيتيا كان مجمدا على خلاف الوضع في كوسوفو حيث جرت محادثات مكثفة لفترة طويلة اغلبها في فيينا أما الاختلاف الثاني فيكمن في أن جميع القوى العظمى التي تتدخل أو تدخلت في كوسوفو لم تكن معنية مباشرة بالوضع في كوسوفو أي أنها لا تجاور صربيا وبالتالي ليس لديها مصالح خاصة بها حسب قوله على عكس روسيا التي تعتبر إحدى الجهات المشاركة في الصراع القائم في القوقاز. وأضاف أن الأمر هنا لا يتعلق بالمجتمع الدولي وإنما بفعل أحادي الجانب قامت به روسيا .

واعترف أن الدفاع عن سيادة جورجيا سيكون صعبا وسيئا لان الأمر يتطلب خروج القوات الروسية من الأراضي الجورجية. واعترف باستمرار الخلافات بين الحكومة التشيكية والرئيس فاتسلاف كلاوس حول الجهة المتسببة بالخلاف حيث يصر الرئيس كلاوس على مسؤولية القيادة الجورجية في حين أن الحكومة ترى بان الاستفزازات الروسية هي التي سبقت شن القوات الجورجية هجومها على اوسيتيا الجنوبية.

من جهة أخرى فوضت الحكومة التشيكية رئيس الحكومة ميريك توبولانيك بالتفاوض خلال القمة الأوربية التي دعا إليها الرئيس الفرنسي ساركوزي يوم الاثنين القادم ضمن الموقف الذي يشدد على وحدة وسيادة أراضي جورجيا وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لجورجيا بما فيها أراضي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية والدعوة إلى تامين رقابة دولية على الوضع هناك من خلال بعثة مراقبة دولية أو قوات سلام دولية والنقاش حول علاقة الاتحاد الأوربي بروسيا.