مقديشو: رقصت صوماليات في الشوارع كما أطلقت في الهواء صواريخ مضادة للطائرات يوم السبت احتفالا بانتخاب شيخ شريف أحمد رئيسا للبلاد.
وفاز الزعيم الاسلامي المعتدل بالرئاسة في تصويت بالبرلمان أجري في جلسة استمرت طوال ليل الجمعة في جيبوتي وتعهد بانهاء الصراع في بلاده وإحلال السلام مع الدول المجاورة مع نزاهة الحكم وإقامة العدل .
وقال علي هاشي هرسي quot;نحن نؤيد رئيسنا المنتخب الجديد.. لانه رجل مُسالم ونتوقع منه أن يطبق ديننا. اننا نحبه وهذا سبب دعمنا له.quot;
وتجمع آلاف المؤيدين في ستاد العاصمة مقديشو وأخذوا يهتفون quot;عاش شيخ شريفquot;.
وفي العاصمة الصومالية وبعض مناطق وسط البلاد التي لا تخضع لسيطرة المتشددين الاسلاميين سهر الناس طوال الليل يتابعون انتخابه على القنوات التلفزيونية أو يستمعون الى الاذاعة.
وقالت فرحية حسن وهي أم لثلاثة أبناء بينما كانت تلوح بغصن أخضر فيما يرمز الى السلام quot;مرحبا ياشريف لقد تعبنا من الحرب. دع الصوماليين يضعوا أيديهم في أيدي بعض.quot;
كما رحب المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي وقوامها نحو 3500 فرد والمتمركزة في مقديشو والتي باتت هدفا منذ فترة طويلة لهجمات المتمردين الاسلاميين بانتصار شيخ شريف.
وقال المتحدث باسم القوات باريجي با هوكو quot;الرئيس شيخ شريف أحمد ملتزم بلا شك تجاه عملية السلام.. وسنفعل كل ما هو ضروري لدعمه هو وحكومته.quot;
وقالت جماعة أهل السُنة والجماعة انها ستدعم أحمد لكنها حذرته من التواصل مع حركة الشباب المجاهدين عدوتها اللدود والتي تسعى لتطبيق رؤية متشددة للشريعة الاسلامية كما أنها مدرجة على قائمة واشنطن للمنظمات الارهابية.
وقال المتحدث باسم أهل السنة والجماعة شيخ عبد الله شيخ ابو يوسف quot;نظرا لاننا كبار زعماء الدين المحبين للسلام.. ينبغي أن ندعم الرئيس شريف اذا لم يمل الى جانب حركة الشباب.quot;
quot;مرحبا بك في بلدك وأحل بها السلام. لكن نجاحك سيذوب مثل الثلج اذا لم تبتعد عن حركة الشباب.quot;
وقالت الجماعة التي تقاتل حركة الشباب انها غير مهتمة بالسياسة وانما بحماية الاسلام.
وقال أحمد انه سيحاول تصحيح ما يعتبره تفسيرا خاطئا للاسلام من جانب بعض المتمردين وسيرحب بالمقاتلين ضمن قوة أمن وطنية جديدة ما داموا ملتزمين بالسلام.
غير أن البعض في الصومال لم يحتفل.
وقال ورسمي عبدي سماتار وزير الاعلام في حكومة منطقة بلاد بنط التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في تصريح لرويترز quot;انتخاب شريف لم يكن شرعيا ولا ينبغي أن نعترف به وبحكومته أبدا.quot;
وقال بعض السياسيين من بلاد بنط انهم يفسرون التصريحات على أنها تحذير للرئيس الجديد لضمان منح المنطقة مناصب عليا في الحكومة.
ويقول محللون ان احمد لديه فرصة حقيقية لإعادة توحيد الصوماليين في ضوء جذوره الاسلامية ودعم البرلمان له وقبوله لدى الدول الغربية التي كانت مناهضة له في السابق.
وفي كسمايو احدى معاقل حركة الشباب قال المتحدث باسم الحركة ان الانتخابات quot; ليست شيئا لكي يتم تأييدهاquot;.
لكن سكانا بالمدينة تحملوا وطأة تطبيق حركة الشباب لرؤية صارمة للشريعة الاسلامية عبروا عن سعادتهم.
وقالت فاطمة يوسف (64 عاما) والتي تقيم بالبلدة quot;من الواضح أن الرئيس شريف سيحقق السلام بالصومال.quot;
واضافت quot;سيحصل على دعم أغلب الصوماليين فضلا عن تأييد المجتمع الدولي. أما أولئك الذين يعارضون السلام بطبيعتهم فسيتم سحقهم هذه المرة.quot;