فجأة يبدو أن quot;تهديد الوجودquot; الذي تمثله ايران قد انحسر من أفق اسرائيل.حيث أكد ليبرمان بعد تصريحات زملائه الحادة بأنه ليس هناك حاجة لمهاجمة اي شيء

تل ابيب: بدأ بمقابلة مع احدى الصحف نشرت في 18 سبتمبر ايلول أكد فيها وزير الدفاع ايهود باراك أن ايران المسلحة نوويا لا تستطيع تدمير اسرائيل. وتلا هذا تصريحات علنية مماثلة من الجنرال المسؤول عن جميع العمليات العسكريةحتى وزير الخارجية افيجدور ليبرمان وهو من الصقور يبدو الان مترددا بشأن رغبة حكومته التي يلمح اليها منذ فترة طويلة في خوض حرب بدلا من رؤية عدو يحصل على الوسائل اللازمة لتصنيع قنبلة. وقال للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي يوم الاثنين quot;لا سمح الله ليست هناك حاجة لمهاجمة اي شيء.quot;

وفي حين يصر المسؤولون الاسرائيليون أن quot;جميعquot; الخيارات تظل مطروحة للتعامل مع العدو اللدود لبلادهم لا تشكك الا قلة في أن باراك واضع الاستراتيجيات الاول الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تبنيا أسلوبا جديدا في الخطاب فيما تستعد القوى العالمية الكبرى لاحياء المفاوضات مع طهران يوم الخميس. وقال مسؤول ان الاسرائيليين الذين لا يملكون القوات اللازمة لالحاق ضرر دائم بالمواقع النووية الايرانية يأملون في أن تنجح المحادثات الجديدة وأن عدم حدوث هذا سيؤدي في نهاية المطاف الى تدخل عسكري بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف المسؤول الاسرائيلي quot;اخر ما نريد أن نفعله الان هو تحويل الانتباه بعيدا عن دبلوماسية نوع التهديدات الذي تستطيع ايران أن تشير اليه quot;كدليلquot; على أن هم وليس نحن الطرف المعرض للخطر.quot; وتنفي ايران السعي لامتلاك أسلحة نووية.

وفي عام 1981 قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي وفي عام 2007 شنت هجوما مماثلا ضد سوريا. لكن هناك مؤشرات على أنه حين يتعلق الامر بايران فان اعتبارات ما سيحدث تاليا تثير القلق. ومن الممكن أن يؤدي هجوم اسرائيلي أحادي الى أعمال انتقامية ضد الاصول الاميركية بمنطقة الخليج مما يخضع العلاقات المتوترة بالفعل بين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما لمزيد من التوتر. واذا أوقفت ايران صادرات النفط فقد تجد اسرائيل نفسها ملومة على أزمة عالمية جديدة ويقول مساعد لباراك ان مخاطر شن هجوم فردي ضد ايران أوضحها تقرير للامم المتحدة يندد بالحصيلة الضخمة من القتلى المدنيين في الحرب التي شنتها اسرائيل في يناير كانون الثاني على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وهو الهجوم الذي قالت الدولة اليهودية انها شنته لوقف الهجمات الصاروخية التي ينفذها الفلسطينيون.

وقال مساعد لباراك quot;قبل العملية كانت الرسالة التي تلقيناها من العديد من اللاعبين الخارجيين بما في ذلك حتى بعض المنظمات غير الحكومية (ادخلوا وافعلوا ما يجب أن تفعلوه للتعامل مع حماس). لكن بالطبع تم نسيان كل هذا بمجرد أن سكن الغبار.quot; واضاف quot;فكرة أن اسرائيل تستطيع القيام بالاعمال القذرة نيابة عن العالم تخضع لمراجعة جادة. الدعم الكافي المتواصل غير موجود.quot; وقال quot;لا أظن أننا على شفا محارق جديدةquot; ليناقض علنا ربط نتنياهو المتكرر بين ايران اليوم والمانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية.

وحين كان وزيرا للدفاع في عهد ايهود اولمرت سلف نتنياهو كان باراك حذرا بشأن اشعال حرب. وقال مسؤول بمجلس الوزراء المصغر انذاك ان باراك كان معارضا لهجوم عام 2007 الذي دمر مفاعلا نوويا سوريا مزعوما ووصفه بالمتسرع. ونفى مساعدو باراك هذا لكن مسألة أن الغارة الجوية نفذت بالفعل تشير على الاقل الى قدرته على اخفاء الخلافات واظهار الدعم. وكانت سوريا التي وصفت الهدف بأنه مبنى عسكري غير مستخدم تبحث اجراء محادثات سلام مع اسرائيل انذاك وهو ما لعله ساعد في احتواء اي انتقام.

وعلى النقيض تعارض ايران بشدة الاعتراف باسرائيل ولديها العديد من المنشآت النووية البعيدة والمحصنة مثلما هو الحال في محطة تخصيب اليورانيوم التي كشف عنها الاسبوع الماضي. وقال مسؤول امني اسرائيلي ليس منحازا لوزارة الدفاع quot;من المؤكد أن تفكير باراك عن ايران هو المسيطر في الوقت الحالي