اثينا: يمثل جورج باباندريو الذي يرجح فوزه في الانتخابات التشريعية التي بدأت الاحد في اليونان وكوستاس كرامنليس وكلاهما في الخمسينات، عائلتين كبيرتين هيمنتا على الحياة السياسية اليونانية. وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته كرامنليس هزم مرتين خصمه في 2004 و2007 اولها بعيد وصول باباندريو الى قيادة الحزب الاشتراكي (باسوك) الذي انهك بعد عشرين سنة متواصلة في السلطة.

ويسعى نجل مؤسس الحزب الاشتراكي اندرياس باباندريو ورئيس الاشتراكية الدولية الذي يبلغ من العمر 57 عاما الى اعطاء دفع جديد للحزب الذي اهتز بفقدانه السلطة وتمزقه التيارات الشعبوية وانصار اصلاح اجتماعي ليبرالي. لكن في مواجهة كرامنليس المحافظ الذي كان يحكم في الوسط وبدون ان يثير ضجيجا كبيرا، واجه صعوبة في تحقيق اختراق في استطلاعات الرأي.

وقد دخل باباندريو السياسة برعاية والده الذي كان رئيس اول حكومة اشتراكية في اليونان. وقد امضى هذا الرجل الهادىء والمتحفظ الذي درس علم الاجتماع سنوات في السلطة شغل خلالها عدة وزارات منذ الثمانينات. وفي منصبه الوزاري الاخير في الخارجية اصبح مهندس تطبيع العلاقات مع تركيا في 1999 واكتسب احترام الحكومات الاوروبية.

وباباندريو مولود في حزيران/يونيو 1952 في سانت بول في ولاية مينيسوتا لام اميركية ودرس في الولايات المتحدة والسويد وبريطانيا. وقد عمل على تحسين العلاقات بين ضفتي الاطلسي على الرغم من معاداة الرأي العام للاميركيين. ويقول باباندريو ردا على الذين يأخذون عليه انه quot;ورثquot; الحزب، انه راهن بولايته بعد الهزيمة الانتخابية الثانية في 2007 ليتم انتخابه مجددا من قبل مؤتمر عام موسع.

وفي حال فوزه في الانتخابات سيكون ثالث سياسي من اسرة باباندريو يقود البلاد بعد والده وجده الذي يحمل اسمه جورج باباندريو (1888-1968) (وسط) الذي كان على رأس اليونان بعد الاحتلال الالماني في 1944. وفي مواجهته كوستاس كرامنليس زعيم حزب الديموقراطية الجديدة الذي يبلغ من العمر 53 عاما والماهر في المناورة. وقد عرف عنه لفترة طويلة انه سياسي مترفع عن المشاكل.

وقد تضاءل تقدمه المريح على الاشتراكيين في الاشهر الاخيرة خصوصا منذ اعمال العنف التي شهدتها المدن اليونانية في كانون الاول/ديسمبر 2008 بعد مقتل فتى برصاص الشرطة نتيجة خطأ. وانتخاب كرامنليس رئيسا لحزب الديموقراطية الجديدة في نهاية 1997 بناء على اسم هو اسم عمه قسطنطين كرامنليس الشخصية اليمينية المهمة التي اعادت الديموقراطية الى اليونان في 1974 قبل انتخابه رئيسا للجمهورية.

وقد ورث حزبا ضعيفا ومقسما. وبانفتاحه على كل التيارات وبفضل قدرته على احتمال الضربات، نجح في اعادة بناء الحزب وانهى في نهاية 2004 هيمنة الاشتراكيين. وبعد ولاية اولى سجلت نتائج اقتصادية جيدة ونسبة نمو تجاوزت ال4% وخفض العجز الى 2,6% في اجمالي النتاج الداخلي، اعيد انتخاب كوستاس كرامنليس في 2007. لكن في اوج الازمة الاقتصادية وبينما تدهورت شعبيته الى ادنى حد ولم يعد يملك سوى غالبية صوت واحد في البرلمان، قرر في منتصف ولايته الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة.