دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس يوم الاثنين للصبر والفطنة بينما يقرر الرئيس باراك اوباما كيفية ادارة الحرب في افغانستان ودعا المستشارين الى ان يتحدثوا quot;بصراحة ولكن في الاجتماعات الخاصةquot; بشأن الاستراتيجية.

واشنطن: لم يختص غيتس احدا في حديثه في اجتماع للجيش في واشنطن ولكن تعليقاته تأتي بعد ملاحظات علنية من قبل ابرز قائد اميركي في افغانستان وايضا مستشار الامن القومي الاميركي. وقال غيتس quot;اعتقد ان القرارات التي سيتخذها الرئيس للمرحلة التالية من حملة افغانستان ستكون من اهم القرارات في رئاسته.quot; واضاف quot;ولذا من الاهمية ان نتأنى في القيام بكل ما في وسعنا من اجل تصحيح هذا. وفي هذه العملية من اللازم ان نقدم نحن جميع المشاركين في هذه المداولات - مدنيين وعسكريين على السواء - افضل مشورتنا للرئيس بصراحة ولكن في اجتماعات خاصة.quot;

ويعقد اوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية سلسلة من الاجتماعات لدراسة الخيارات بشأن الحرب التي مضى عليها ثماني سنوات في مواجهة ارتفاع عدد القتلى والجرحى ورفض الرأي العام. وادارته منقسمة بشأن ما اذا كان يتعين زيادة القوات الامريكية او اتخاذ مسار بديل. واقترح جو بايدن نائب الرئيس الاميركي في اجتماعات خاصة تضييق المهمة في افغانستان والتركيز على مهاجمة اهداف القاعدة الموجودة بصفة رئيسية في باكستان. وقال الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان في الاسبوع الماضي امام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن مثل تلك الاستراتيجية ربما تكون quot;قصيرة النظرquot;.

وقال مسؤولون في الكونجرس ان مكريستال يطلب نحو 40 الف جندي ومدرب اضافيين للحرب في افغانستان وحذر من ان افغانستان قد تصبح ثانية ملاذا للارهاب اذا ما سقط حكمها في ايدي طالبان. وبدا مستشار الامن القومي جيمس جونز كما لو كان ينتقد مكريستال في مطلع الاسبوع بسبب الدفاع علنا عن استراتيجية لافغانستان وقال جونز في تلفزيون سي.ان.ان. quot;من الافصل ان تأتي المشورة العسكرية من خلال سلسلة القيادة.quot;

وتأتي المجادلات في وقت يشهد تدهورا في الموقف الامني في افغانستان حيث يتمركز نحو 66 الف جندي اميركي. وقال جيتس ان الحملة تتخذ quot;مسارا مقلقاquot; حيث ارتفعت مستويات العنف بنحو 60 في المئة عن العام السابق. وفي اكثر المعارك دموية بالنسبة للقوات الاميركية خلال اكثر من عام قال الجيش الاميركي يوم الاحد ان ثمانية من الجنود الاميركيين قتلوا بعد ان هاجمت ميليشيا قبلية موقعين قتاليين في منطقة نائية بشرق افغانستان. وقال غيتس الذي يصفه مساعدوه بانه غير حاسم بشأن الاستراتيجية انه quot;سيرفع يديه بالتحية العسكرية وينفذquot; اي اوامر يصدرها له اوباما.

وقال رئيس هيئة الاركان الجنرال جورج كيسي للصحافيين يوم الاثنين انه يعتزم ان يقدم توصياته quot;مباشرة للرئيس وان يفعل ذلك في اجتماع خاص.quot; ورغم انه رفض ان يتحدث بصورة محددة بشأن نشر القوات في افغانستان الا ان كيسي قال ان الجيش اصبح اكثر حيوية في التعامل مع طلبات القوات عما كان عليه من عامين. غير انه اعترف ايضا ان زيادة الانتشار في انحاء العالم ستؤثر على الوقت الذي يمكن ان يقضيه الجنود في البلاد وبعيدا عن ميدان المعركة