عادت هيلاري كلينتون إلى مكان توقيع الاتفاق بين أرمينيا وتركيا بعد تضييق خلافات كادت ان تؤكد الاتفاق.

زوريخ: توجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى موقع في زوريخ من المنتظر ان يوقع فيه اتفاق تاريخي بين تركيا وارمينيا ينهي قرنا من العداء بعد ان اصطدمت المفاوضات بعراقيل في اللحظة الاخيرة.
وفي وقت سابق عادت كلينتون الى فندقها للمساعدة في تضييق الخلافات مع وزير خارجية ارمينيا ادوارد نالبانديان بشأن بيانات ستتلى في المراسم التي كان من المقرر ان تقام في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش.

وتتعرض تركيا التي تتطلع الى عضوية الاتحاد الاوروبي وأرمينيا الجمهورية السوفيتية السابقة لضغوط أميركية وأوروبية لتوقيع اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه بوساطة سويسرية والذي يضع جدولا زمنيا لاعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين.
وقال مسؤولون من البلدين يوم السبت ان الاتفاق سيوقع لكن ما زال يتعين بعد ذلك أن يقره برلمانا البلدين في مواجهة معارضة من القوميين في الجانبين وارمن الشتات الذين يتمتعون بنفوذ قوي ويصرون على اعتراف تركيا بان عمليات قتل الارمن كانت ابادة جماعية.

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي للصحفيين في زوريخ اليوم quot;اتطلع بشدة الى الانتهاء سريعا من عملية التصديق على الاتفاق ومن ثم تنفيذ البرتوكولات بسرعة أيضا.quot;
لكن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الاميركية حذر من توقع تصديق سريع على الاتفاق وقال ان الرئيس الاميركي باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس أرمينيا مؤخرا.

وأضاف للصحفيين quot;هناك جدل حقيقي في كل من البلدين وهناك معارضة في كل من البلدين لذا لا ينبغي لاحد أن يعتقد أن هذه عملية تلقائية ولكن توقيع الحكومتين هو أيضا التزام منهما بالسعي للحصول على التصديق وذلك ما نتوقعه منهما.quot;

وتابع أن واشنطن لديها quot;مصلحة قويةquot; في تشجيع السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال هيو بوب وهو محلل كبير في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ومؤلف كتب بشأن تركيا quot;هذه علامة على ان تركيا تتغير وتتعامل الان مع امور تتعلق بماضيها وعلى انها شريك نافع للغرب .

quot;عدم وجود علاقة مع ارمينيا يعرقل دور تركيا في القوقاز.quot;
واضاف ان هذا التحسن سيفيد ايضا سعي تركيا المضطرب للانضمام للاتحاد الاوروبي.

وقطعت تركيا العلاقات واغلقت حدودها مع ارمينيا في عام 1993 تأييدا لاذربيجان التي خاضت انذاك معركة خاسرة ضد الانفصاليين الارمن في قرة باغ.
وتوترت العلاقات بين تركيا المسلمة وارمينيا المسيحية بسبب ما يصفه ارمن ومؤرخون غربيون كثيرون بالترحيل الجماعي والقتل المتعمد لما يصل الى 1.5 مليون ارمني على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى.

وترفض تركيا تعبير الابادة الجماعية وتقول ان الارمن كانوا من بين الاف كثيرين قتلوا في الفوضى مع قتال الدولة العثمانية الجيوش الروسية والبريطانية والفرنسية واليونانية ومحاولة اخماد ثورة عربية قبل انهيارها في نهاية الامر.
وعلى الرغم من أن أرمينيا ستحقق مكاسب كبيرة من الاتفاق نتيجة لانفتاح اقتصادها للتجارة والاستثمار الا أن الرئيس سيرج سركسيان يواجه احتجاجات في الداخل ومن عدد كبير من الارمن في الشتات.

وخرج يوم الجمعة نحو عشرة الاف متظاهر في يريفان عاصمة أرمينيا احتجاجا على الاتفاق.
وقال سركسيان في كلمة أذاعها التلفزيون يوم السبت قبل التوقيع على الاتفاق ان يريفان ستمضي قدما في المطالبة بالاعتراف بالابادة في اطار تنفيذ البروتوكولات الملحقة بالاتفاق.

وأضاف quot;لا يمكن لاي علاقات مع تركيا أن تثير شكوكا في أن ابادة جماعية ارتكبت في حق الشعب الارميني. يتعين على البشرية أن تعترف بهذه (الابادة) وتدينها.quot;
وستشكل تركيا وأرمينيا لجنة دولية من المؤرخين لدراسة الاحداث بموجب الاتفاق المقرر أن يوقعه في زوريخ في الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش) أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا ونظيره الارميني ادوارد نالبانديان