نتنياهو.. وسويد يمينا وزحالقة يسارإعتبرت الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست الإسرائيلي، أن بدء الدورة الشتوية الجديدة له، وخطاب نتنياهو أمام الكنيست، لا يبشر بأن حكومته قد تخطو خطوة واحدة نحو السلام، أو أن ائتلاف نتنياهو يمكن له أن يهتز، وذلك بسبب القواسم المشتركة للأحزاب الإسرائيلية المشكلة للحكومة من جهة، وعجز كاديما عن تكوين معارضة حقيقية لحكومة نتنياهو، خصوصا وأن الأخيرة تتمتع بائتلاف حكومي واسع.

الناصرة: قال عضو الكنيست حنا سويد، الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي، في حديث خاص مع إيلاف: إن الحكومة الحالية وائتلاف نتنياهو الحاكم يعمل في الواقع دون معارضة حقيقة، فالائتلاف واسع الصفوف وكديما لا تشكل، في القضايا السياسية الجوهرية، بديلا أو معارضة لحكومة نتنياهو. إن التوقعات من الدورة الجديدة للكنيست هي أن ما كان هو ما سيكون، بمعنى مواصلة التهرب من المفاوضات الحقيقة والخوض في مفاوضات استنزاف تستمر لأشهر دون أن تفضي إلى أي نتيجة حقيقة، وبالتالي فإن الدورة الحالية للكنيست ستبقى دورة عادية غير ساخنة على الإطلاقquot;.

واستبعد عضو الكنيست حنا سويد أن تكون الإدارة الأميركية معنية في الضغط على إسرائيل. وقال سويد:quot;إن أوباما إذا شاء يستطيع الضغط على حكومة نتنياهو، لكن كل ما سمعناه منه لغاية اليوم يدل فقط على نوايا حسنة، فلم يتم ترجمة هذه النوايا إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، على الرغم من التصريحات الرنانة، فلحكومة نتنياهو أصدقاء كثر في الإدارة الحالية وفي صفوف الكونغرس والسينات الأميركيين، يدعمون الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي أستبعدُ أن تقوم الإدارة الحالية بترجمة التصريحات الخاصة بالمستوطنات أو القدس إلى حل عادل.

إلى ذلك تطرق عضو الكنيست حنا سويد إلى ما اعتبره الخطر الذي يهدد العرب في إسرائيل ونشاطهم السياسي كما يتجلى في عدد من اقتراحات القوانين لأعضاء كنيست من اليمن الإسرائيلي.

وقال عضو الكنيست سويد إن هذا الخطر لا يزال قائما، وهو يهدف إلى تقييد حركة الأحزاب العربية وخفض سقف تصريحات قادتها وأداءهم البرلماني والشعبي عبر التهديد بإخراج هذه الأحزاب عن القانون، ولكنه توقع في الوقت ذاته أن تسقط الكنيست قسما كبيرا من التشريعات المقترحة لعنصريتها السافرة، وذلك من أجل المحافظة على الإدعاء الرسمي بأن إسرائيل دولة ديمقراطية توفر لمواطنيها عربا ويهودا مجالا من المناورة والعمل السياسي المقرون بحرية التعبير عن الرأي، ولاستغلال ذلك في المحافل الدولية.

ونوه عضو الكنيست سويد إلى أن الغاية الأساسية والمباشرة من وراء اقتراحات عنصرية كهذه، هي بالأساس لفت الأنظار، واهتمام الإعلام بأصحابها من أعضاء الكنيست اليمينيين المتطرفين، حتى يكون بمقدور هؤلاء أن يقولوا لجمهور ناخبيهم إنهم يقفون بحزم في وجه نشاط العرب في إسرائيل.

زحالقة

في المقابل اعتبر عضو الكنيست جمال زحالقة (التجمع الوطني الديمقراطي) أن خطاب نتنياهو أمام الكنيست أمس، وتركيزه على تقرير غولدستون ومحاولة الرد على التقرير ودحض نتائجه وتوصياته يثبت أن نتنياهو متوتر وقلق جدا من تبعات التقرير وقال زحالقة: quot; لقد قرر نتنياهو قرّر مهاجمة تقرير غولدستون بدلاً من مواجهة الحقيقة وهي أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة وقتلت أكثر من 400 طفل فلسطيني، فمهما خطب وضلل نتنياهو فلن يستطيع التستر على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزةquot;.

وكان زحالقة أصدر بيانا، أمس الاثنين، اعتبر فيه أن التصريحات التي أدلى ها أعضاء كنيست من اليمين عن عزمهم تقديم مشاريع قوانين لإقالة أعضاء كنيست عرب من الكنيست بحجة حماية الديمقراطية الإسرائيلية، هي تصريحات عنصرية تثبت مدى تفشي العنصرية داخل الكنيست نفسها.

وقال زحالقة في البيان المذكور، الذي وصلت نسخة منه لإيلاف: quot;هذه ليست ديمقراطية مدافعة كما يدعي دانون وأمثاله بل فاشية تحاول أن تفرض نفسها وأن تنهش في هامش الديمقراطية المشوهةquot;. إذا كان هناك اقتراح بإبعاد كل عضو كنيست ينقض أسس الديمقراطية أو يحرض على العنصرية، بشكل فعلي، فستبعد الأغلبية الساحقة من أعضاء الكنيست الذين يؤمنون أن الديمقراطية لليهود فقط.

وأشار زحالقة إلى أن هذا القانون يأتي ضمن سلسلة من القوانين المعدلة التي تضيق الخناق على quot;عملنا السياسي والوطني، ولكنها لن تزحزحنا قيد أنملة عن مواقفنا مهما بلغت التهديدات. وقلنا أكثر من مرة إننا مستعدون أن ندفع ثمن مواقفناquot;.