دعا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق آد ميلميرت حكومتي بغداد واربيل الى حوار ينهي المشاكل العالقة بينهما وخاصة تلك المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها.. فيما رفض نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي تصريحات كردية اعتبرت ان دعوته لتركيا للاستثمار في مدينة كركوك الشمالية المتنازع عليها ستتيح لها التدخل في شؤون العراق الداخلية.

أسامة مهدي من لندن: وقال ميلكيرت رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; ان quot;الحوار بين حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان أمر حيوي لاستقرار البلاد ولمعالجة العديد من المسائل العالقة التي تعد أساسية للقيام بواجباتهما وإن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الحوار بين العراقيين بما في ذلك تقديم المساعدة التنموية والإنسانية في هذه المناطق المهمة، وترى أن المباحثات الإيجابية الحالية مشجعةquot;.

واضاف ان فريق عمل رفيع المستوى تم تشكيله لبحث تقارير البعثة الأممية حول توضيح الحدود الإدارية الداخلية يواصل اجتماعات حاليا بمشاركة ممثلين عن الحكومتين الاتحادية والكردستانية. وقال في تصريح صحافي أرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان كبار مستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يعقدون حاليا اجتماعات دورية تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة لمعالجة احتياجات سكان المناطق المتنازع عليها.

وأكد أهمية معالجة مخاوف المكونات المختلفة وعلى مرجعية الدستور العراقي بما في ذلك المادة 140الخاصة بالأوضاع في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي.. وكذلك الحرص على وحدة العراق أرضا وشعبا وضرورة التوصل إلى حلول ترضي جميع مكونات تلك المناطق من العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين وقوميات صغيرة اخرى.

واشار الى ان هذه الاجتماعات اكدت ضرورة تحديد سبل تسوية مسائل الأراضي والملكية العالقة الناتجة من ممارسات ما قبل وبعد عام 2003 كما التزموا بضمان حق كافة العراقيين بتعليم أبنائهم بلغتهم الأم. وقال ان فريق العمل الاممي شدد على quot;أهمية ضمان شفافية ممارسات الاعتقال ونقل المعتقلين إلى محافظاتهم الأصلية والتحقيق الفوري في وضع الأشخاص المفقودينquot;.. واوضح ان الفريق سيعمل مع السلطات المعنية على تنفيذ هذه المتطلبات إضافة إلى مسائل عالقة أخرى بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

وقد أكد أعضاء فريق العمل رفيع المستوى التابع لبعثة الامم المتحدة ضرورة quot;تضامن العراقيين وأهمية استمرار العمل حول الاحتياجات الإدارية والأمنية والتنموية للمناطق موضع الدراسة كوسيلة لبناء الثقة بين المكونات وبالتالي توضيح الحدود الإداريةquot; للمناطق المتنازع عليها.

وتنتظر بغداد حاليا تشكيل حكومة كردستان الجديدة المكلف بها برهم صالح نائب رئيس الوزراء السابق لاستقبال وفد عنها والبدء بمباحثات تسوية للمشاكل العالقة بين الطرفين والمتعلقة اضافة الى المناطق المتنازع عليها في عدد من محافظات العراق باستخراج واستثمار النفط في كردستان وعقود تصديره مع الشركات الاجنبية ومرتبات قوات حرس الحدود الكردية quot;البيشمركةquot; وحصة الاقليم من الموازنة العامة للعراق.

وعلى صعيد هذه التداعيات فقد أعرب نائب الرئيس العراقي الجمهورية طارق الهاشمي عن استغرابه لتصريحات أدلى بها عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان حول دعوته تركيا للاستثمار في كركوك والذي عدّه النائب عثمان تدخلا في الشأن الداخلي. وقال الهاشمي انه يستغرب تصريحات محمود عثمان والتي جاء فيها quot;أن دعوة الهاشمي لتركيا للاستثمار في كركوك تعتبر دعوة للتدخل في الشأن الداخليquot;.

واضاف نائب الرئيس quot;كسياسة عامة متفق عليها وطنيا فقد دأب المسؤولون في الدولة مخاطبة قادة دول العالم وخاصة الزائرين منهم وتشجيعهم للاستثمار في جميع المحافظات العراقية دون استثناء. واشار الى أن الاستثمار لم يكن يوما تدخلا في الشأن العراقي وقال quot; فشمالنا الحبيب عامر بالشركات الاستثمارية وهذه حالة صحية نحتاج تطبيقها في جميع المحافظات العراقية كمحاولة لجمع العراقيين بعد أن فرقتهم السياسة، اذ يعد الأستاذ الهاشمي استعادة التماسك الاجتماعي بين العراقيين هو التحدي الأول امام الدولة وعلى الجميع ان يأخذ دوره لانجازه.

وما اثار استغرابنا هو انزعاج محمود عثمان من مشروع يعود بالنفع على محافظة كركوك من الناحية الاقتصادية إضافة إلى تعزيز التعايش الأخوي بين المكونات المختلفة وان كنا جادين فعلا في بناء العراق علينا أولا الاستفادة من تجارب العديد من دول العالم التي أوشكت ان تنزلق في حرب ضروس لولا تداركها قرارات حكيمة اعتمدت المصالح الاقتصادية المشتركة والعراق اليوم بأمس الحاجة للاستثمارات من شماله إلى جنوبه فقد تعطلنا كثيرا وحان وقت البناءquot; كما نقل عنه بيان رئاسي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم. واشار الهاشمي الى ان مواقفه مشهودة في ما يخص الحرص على السيادة العراقية وانه quot;في هذا المجال تحديدا لا يحتاج إلى تذكرة أو نصيحةquot;.

وكان رئيس الوزراء التركي زار العراق الخميس الماضي وترأس مع المالكي اجتماعات المجلس الاعلى الاستراتيجي بين البلدين ووقع معه 48 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتطوير التعاون المشترك في جميع المجالات. وقد اجتمع أردوغان مع الهاشمي وبحث معه العلاقات بين البلدين حيث دعا نائب الرئيس العراقي تركيا خلال هذا الاجتماع الى توسيع استثماراتها في العراق وخاصة في مدينة كركوك التي يطالب الاكراد بضمها لاقليمهم الشمالي رغم معارضة التركمان والعرب فيها.

وشدد إردوغان خلال تصريحات في بغداد على ضرورة منح كركوك التي يسكنها ابناء القومية التركمانية وضعا خاصا. وما تزال مشكلة الانتخابات في كركوك تشكل العائق الاكبر امام صدور قانون الانتخابات الجديد حيث يختلف النواب الذين يمثلون مكوناتها حول سجل الناخبين فيها الذي يعتبر التركمان والعرب ان زيادات غير شرعية لاسماء كردية قد اضيفت اليه بينما ينفي الاكراد ذلك.