تسعى روسيا الى وضع خطة لتوثيق العلاقات مع الدول العربية وبالتالي لإطلاق قمر صناعي عربي من أراضيها وبدعم من خبراتها وزيادة الاستثمارات المتبادلة وإدخال الخدمات

لندن: وضعت الحكومة الروسية خطة إستراتيجية شاملة لتوثيق العلاقات مع الدول العربية في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية. وفي إطار هذه الخطة، تبدي الاستعداد لإطلاق قمر صناعي عربي من الأراضي الروسية وبدعم من الخبرات الروسية.

وعلمت quot;الشرق الأوسطquot; أن هذه الخطة، التي بدأ تنفيذها، لا تقتصر على الدول التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا مثل سورية والجزائر وغيرهما، بل تستهدف الوصول إلى جميع الدول العربية. وإذا كان حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية يضاهي 10 مليارات دولار اليوم، فإنها تريد تطوير العلاقات لمضاعفة هذه الاستثمارات وأكثر. وتوسيعها لتشمل زيادة الاستثمارات المتبادلة وإدخال الخدمات المصرفية والتعاون في تطوير القدرات التكنولوجية العالية وتكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك إطلاق الأقمار الصناعية العربية بصواريخ روسية.

وقالت مديرة وكالة الأنباء الحكومية quot;نوفوستيquot;، سفيتلانا ميرونيوك، في تصريح صحافي ان العلاقات بين روسيا والعالم العربي هي علاقات تاريخية قديمة، تتسم بالاحترام والتعاون. وروسيا تعود اليوم لتكون لاعبا جديا أساسيا على الساحة الشرق أوسطية، لتحقيق السلام العادل وتعزيز التعاون. وأردفت أن الضباب الذي شاب ويشوب العلاقات الروسية العربية ناجم عن غياب المصدر الأول في روسيا عند الإعلام العربي، وquot;في الكثير من القضايا نرى أن الإعلام العربي يتغذى مما ينشر عن روسيا في الغربquot;.

وتؤدي وكالة quot;نوفوستيquot; هي الأخرى دورا في التوجه الروسي، حيث ستصدر في الأيام القريبة من جديد صحيفة quot;أنباء موسكوquot;، باللغة العربية، بعد توقف دام عشر سنوات متواصلة. وقالت ميرونيوك إن quot;أنباء موسكوquot; بالعربية ستصدر حاليا مرة في الشهر وستوزع في 16 دولة عربية بنحو 150 ألف نسخة، وإنه في حالة نجاح التجربة ترمي وكالة quot;نوفوستيquot; إلى جعلها صحيفة أسبوعية، بل وحتى يومية.

واطلعت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; على العدد الأول من هذه الصحيفة، وإذا بكلمة من رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، تتصدر صفحتها الأولى، وفيها يتوجه إلى القراء العرب بتأكيد على الرغبة الروسية في quot;تعزيز مسيرة الانفتاح والتفاهم، وتقوية الروابط وعلاقات الصداقة التاريخية، وتوسيع ساحة الحوار بين روسيا والعالم العربيquot;.

وفي مقابلة خاصة مع الصحيفة، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر سلطانوف، الذي يجيد العربية، إن روسيا تنظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي بواقعية ولا تستسلم لليأس، وترى أن الفرص مواتية أمام تسوية شاملة. ولكنها تؤخر عقد مؤتمر في روسيا بموضوع السلام في الشرق الأوسط، حتى لا يتحول إلى مناسبة لالتقاط الصور. وأضاف: quot;هذا المؤتمر سيناقش مسائل معقدة من دونها لن ننجح في إحلال السلام في المنطقة، بينها الأمن الإقليمي والبيئة والمياه والتعاون الاقتصادي، حتى يتحول إلى رافعة أساسية ونقطة انطلاق لدفع التسوية، ولذلك لن نتسرع في إعلان المواعيد حتى تنضج الظروفquot;.