تبدا جولة جديدة من عملية السلام في دارفور الاثنين في قطر بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني الغائب الاكبير حتى الان، على خلفية انقسام حركات التمرد رغم الجهود الاميركية الرامية الى توحيد مطالبها.

السودان: يتوقع ان تشارك فئات من المجتمع المدني في دارفور تضم نساء ومثقفين ومن القادة العرب وممثلي الجاليات في الخارج، الاثنين في الدوحة في quot;مشاوراتquot;. واعلن وسيط quot;نريد ان نعلم ما هي وجهة نظرهم حول عملية السلامquot; قبل بدء المفاوضات بين المتمردين والحكومة السودانية. وقد اقيمت ورش عمل في دارفور لاختيار هؤلاء الممثلين بهدف اشراك المجتمع المدني في عملية السلام دون المشاركة المباشرة في المفاوضات بين الحكومة السوادنية وحركات التمرد، على ان تبدأ تلك المفاوضات قريبا دون ان يحدد موعدها بعد.

وقد وقعت حركة العدل والمساواة، الاكثر نشاطا بين حركات التمرد في دارفور على الصعيد العسكري، في شباط/فبراير في الدوحة quot;اتفاق حسن نوايا وبناء ثقةquot; مع الحكومة السودانية يفتح المجال لعملية سلام في دارفور. وتشهد منطقة دارفور غرب السودان منذ 2003 حربا اهلية خلفت حسب الامم المتحدة 300 الف قتيل و2,7 مليون نازح، في حين تتحدث الخرطوم عن مقتل عشرة آلاف شخص فقط. واندلع النزاع في بدايته بين حركتي تمرد -كانتا تاخذان على الخرطوم تخلف منطقتهما- والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيات محلية.

وبعد ان كانت موحدة نسبيا في بداية النزاع، انقسمت حركات التمرد اعتبارا من 2006 الى نحو عشرين حركة او فصيل. لكن النزاع تحول تدريجيا حتى بات قادة سابقون في ميليشيات موالية للحكومة يطعنون في ولائهم للخرطوم وتكثف نشاط قطاع الطرق بينما بدات تزداد ظاهرة خطف العاملين الاجانب في المجال الانساني خلال الاشهر الاخيرة. وساهم موفد الولايات المتحدة الى السودان سكوت غرايشن الصيف الماضي في توحيد الفصائل المتمردة على امل توحيد مطالبها والتمهيد لجولة جديدة من مفاوضات السلام في الدوحة. من جانبها، جمعت ليبيا حركات تمرد صغيرة اطلق عليها quot;مجموعة طرابلسquot;.

وتجري حاليا مناقشات تمهيدية بين الوساطة وحركة العدل والمساواة والفصائل التي جمعتها الولايات المتحدة وليبيا. وصرح خليل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة في اتصال هاتفي مع فرانس برس quot;لا يمكننا بحث السلام في الدوحة اذا لم تكن هناك وحدةquot; بين حركات التمرد، مضيفا ان quot;افضل طريقة لفتح مفاوضات السلام هي البدء مع حركة العدل والمساواةquot;. وتعتبر حركة العدل والمساواة اكبر حركة تمرد في دارفور مع فصيل جيش تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد محمد نور المقيم في منفاه بباريس.

واعلن غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير لشؤون دارفور في لقاء نهاية الاسبوع مع الصحافيين في سفارة السودان بباريس quot;اننا نشجع الجميع على التوجه الى الدوحةquot;. واضاف quot;يجب علينا ان نعمل بطريقة تمنع شخصا واحدا من التمكن من استخدام الفيتوquot; على اتفاق محتمل، في اشارة الى محمد نور الذي يرفض المشاركة في مفاوضات الدوحة.