الخرطوم: يقبل السودانيون باعداد غفيرة على تسجيل اسمائهم في قوائم الناخبين تمهيدا لاول انتخابات تعددية منذ قرابة ربع قرن، الا ان المعارضة تندد بquot;التجاوزاتquot; ونازحو دارفور يرفضون المشاركة في الانتخابات قبل حلول السلام في اقليمهم.
وبدأ تسجيل الناخبين في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في ظل حالة من عدم الاكتراث العام في الخرطوم وفي غالبية مناطق السودان اذ لم يكن هناك اي ملصقات دعائية لحث السودانيين على المطالبة ببطاقتهم الانتخابية.
وبعد شهر من فتح باب التسجيل، بلغ عدد الذين قيدت اسماؤهم في قوائم الناخبين 11 مليونا وقررت السلطات تمديد المهلة المنوحة للتسجيل الى السابع من كانون الاول/ديسمبر الجاري. وستجرى في نيسان/ابريل المقبل انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية متوازية. وقال مسؤول يتابع عملية تسجيل الناخبين طلب عدم الافصاح عن اسمه ان quot;عدد الذين قيدوا اسماءهم مرتفع وغير متوقعquot;.
واكد المتحدث باسم اللجنة الانتخابية في جنوب السودان ماك ميكا ان quot;تغييرا كبيرا حدث مقارنة بما شهدناه في بداية فتح الباب لقيد الاسماءquot;. واضاف quot;هناك نسبة جيدة (من التسجيل) في عدة مناطق والدعوة الى قيد الاسماء تنتشرquot;. لكنه اشار الى صعوبات في ولاية جنقلي الجنوبية بسبب التوترات القبلية الشديدة وبسبب صعوبة الوصول الى القرى النائية.
ويقود السودان الذي يبلغ عدد سكانه 39 مليون نسمة من بينهم 20 مليون ناخب محتمل تقريبا، الرئيس عمر البشير منذ العام 1989 غير انه لم يشهد انتخابات حرة منذ العام 1986. ويؤكد مركز كارتر وهو هيئة مستقلة تراقب العملية الانتخابية انه quot;رغم ارتفاع نسبة المشاركة في بعض الولايات فانها تظل ضعيفة في ولايات اخرىquot;. ويضيف المركز ان quot;عدة ولايات لم تحقق المستهدف بالنسبة لتسجيل الناخبينquot;.
وكانت نسبة التسجيل في قوائم الناخبين مرتفعة في العاصمة الخرطوم وفي المناطق الرئيسية التي تعد معاقل لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير. لكن بعض المناطق في دارفور وجنوب السودان لا تزال نسبة التسجيل فيها اقل من المعدل المتوسط على مستوى الجمهورية. ودانت احزاب المعارضة quot;المخالفاتquot; المتعلقة بتسجيل العسكريين واكدت ان الحكومة استخدمت كل الوسائل المتاحة لديها من اجل تسجيل ناخبين موالين لحزب الرئيس.
وفي دارفور الذي يشهد منذ قرابة سبع سنوات حربا اهلية اوقعت 300 الف قتيل وفق تقديرات الامم المتحدة وعشرة الاف حسب الخرطوم، دعا المتمردون سكان الاقليم الى الامتناع عن قيد اسمائهم في قوائم الناخبين.
وقال خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، لوكالة فرانس برس quot;اننا نأمل في اجراء انتخابات بعد السلام وعودة النازحين الى قراهمquot;. واضاف quot;اننا نطلب بالتالي من شعب دافور الامتناع عن المشاركة في عملية قيد الاسماء لهذه الانتخابات التي تستهدف تدعيم شرعية البشيرquot;.
وقال ثلاثة من عمد دارفور في لقاء اجرته معهم وكالة فرانس برس في مخيم ابو شوق للنازحين على اطراف الفاشر عاصمة شمال دارفور quot;نرفض قيد ارسماء في قوائم الناخبين ما لم نعد الى ديارناquot;. ولكن هل ستجرى الانتخابات؟
فقد هددت احزاب المعارضة بمقاطعة الاقتراع من دون التوصل الى اتفاق سريع مع حزب الرئيس على الاصلاحات الديموقراطية والقانون الذي سيجرى بموجبه الاستفتاء حول انفصال الجنوب في كانون الثاني/يناير 2011. وحذرت وزارة الخارجية الاميركية في عطلة نهاية الاسبوع الماضي من انه quot;من دون حلول فورية لهذه الخلافات فاننا قلقون ازاء فرض تنظيم انتخابات موثوق في مصداقيتهاquot;.
التعليقات