Photo

يرفض المغرب عودة الناشطة ما لم تقسم يمين الولاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس الذي سيطر والده الملك الحسن الثاني على غالبية الصحراء الغربية عام 1975 بعد انسحاب قوات الاستعمار الاسباني.

الرباط: تحول خلاف بين المغرب وأسبانيا بشأن ناشطة مضربة عن الطعام الى أكبر اختبار حتى الآن لشهر عسل دبلوماسي أسفر عن تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والهجرة غير الشرعية والتجارة.

ويقول محللون إن هناك مبالغة في الحديث عن ضرر دائم في العلاقات بين الجارتين المطلتين على البحر المتوسط بسبب قضية الناشطة أميناتو حيدر المدافعة عن استقلال الصحراء الغربية.

وتكتفي أميناتو بشرب الماء المحلى بالسكر فقط منذ 25 يوما بعدما أبعدتها السلطات المغربية عن الصحراء الغربية بعد رحلة لها الى الخارج ووضعتها على متن طائرة متوجهة الى لنثاروتي في جزر الخالدات الاسبانية.

وانضمت شخصيات أسبانية بارزة الى أميناتو في إدانة ما يرونه تواطؤا من جانب حكومتهم في طردها. وناشدت الحكومة المحرجة في مدريد أميناتو انهاء الاضراب كما دعت المغرب الى السماح لها بالعودة اليه.

وتنشر صحف أسبانية موضوعات وصورا لاميناتو التي يضعف جسدها يوما بعد يوم على الصفحات الاولى بشكل يومي تقريبا وقالت صحيفة الباييس الاكثر انتشارا في أسبانيا يوم الأربعاء إن الحكومتين الاسبانية والمغربية ارتكبتا أخطاء في هذه القضية.

وأضافت quot;الاضرار بالعلاقات (الاسبانية المغربية) بسبب القضية يظهر ضعف الاساس الذي بنيت عليه هذه العلاقات.quot;

وتحسنت العلاقات التي كثيرا ما كانت شائكة بين أسبانيا وجارتها الجنوبية منذ تولي رئيس الوزراء الاسباني الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو السلطة عام 2004. وجعل ثاباتيرو سياسته الخارجية أقرب الى سياسة فرنسا الحليف القوي للمغرب.

وعاد تحسن العلاقات بالفائدة على البلدين.

وتتطلع الشركات الاسبانية التي تعاني من ركود للاستفادة من القاعدة الصناعية الرخيصة في المغرب لتقليل التكاليف بينما يحتاج المغرب لجذب الاستثمارات حتى يكافح الفقر.
وقدم المغرب أدلة واعتقل مشتبها بهم بعد تفجيرات القطارات في مدريد والتي قتل فيها 191 شخصا عام 2004. وأدى تعزيز التعاون الامني على الحدود الى الحد من تهريب المخدرات وتقليل عدد المهاجرين الافارقة الفقراء الذين يعبرون الى أوروبا بطريقة غير شرعية.

وقال ديفيد هارتويل وهو محرر الشرق الاوسط في مجلة جينز quot;يعلم المغاربة أن الاسبان كانوا يتوقون لان يتخذ المغرب خطوات تجاه الهجرة غير الشرعية والحد من الهجرة مكسب كبير لثاباتيرو .. وقد تضره أي اشارة الى امكانية أن يبدأ المغاربة في تسييس كل هذا.quot;

وذكرت الباييس يوم الأربعاء أن طبيبا فحص الناشطة أميناتو مطلع الاسبوع وأن حياتها ليست في خطر وأن الاعضاء الحيوية في جسدها تعمل على ما يرام.وأضافت أن الطبيب يستبعد حتى الان نقلها الى المستشفى.

وزاد اضراب أميناتو عن الطعام الوعي بالنزاع حول الصحراء الغربية في أسبانيا التي ساهم انسحابها السريع من المنطقة في التعثر الحالي.

وتتهم جماعات معنية بحقوق الانسان المغرب بغض الطرف عن حقوق سكان الصحراء الغربية وتعذيب من يعارضون وجود المغرب في المنطقة والاساءة اليهم.

وتنفي الرباط هذه الاتهامات وتقول ان معظم سكان الصحراء الغربية يعتبرون أنفسهم مغاربة وان من يرفضون ذلك يحصلون على أموال من جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء الغربية وحليفتها الجزائر.

ويشير رفض المغرب عودة أميناتو الى شعوره بأنه قوي مايكفي لاختبار أعصاب واحدة من أقرب الحلفاء له.

ولم تعترف أي دولة بحق المغرب في الصحراء الغربية لكن الرباط تحظى بدعم قوي من أسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا القوة الاستعمارية السابقة.

ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية عن أحمد بوخاري مبعوث جبهة البوليساريو في الامم المتحدة قوله يوم الخميس إن الجبهة quot;لن تستطيع مواصلة المفاوضات مع المغرب وجثة أميناتو حيدر على الطاولةquot;.
وتريد البوليساريو طرح مستقبل الصحراء الغربية في استفتاء يكون الاستقلال أحد خياراته. واقترح المغرب الذي أقام استثمارات ونقل أشخاصا الى المنطقة الغنية بالمصائد والمعادن منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.

وسمح المغرب لاميناتو وغيرها من الناشطين الحقوقيين المقيمين في الصحراء الغربية بالسفر الى الخارج في الاعوام الاخيرة. لكن الملك محمد السادس غير هذه السياسة الشهر الماضي عندما دعا لخطوات ضد الخونة الذين يهدون quot;سلامة الاراضيquot; المغربية.

وقال جيوف بورتر من مجموعة أوراسيا quot;لست متأكدا من أن اضراب أميناتو عن الطعام سيكون له تأثير كبير على الاطلاق. ففي نهاية الامر يفضل المجتمع الدولي أن تكون الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية بدلا من أن تكون دولة مستقلة بين المحيط والصحراءquot;.