الفاسي فهري: quot;الكثير انجزquot; مع جبهة البوليساريو في فيينا

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:لم تتسرب، إلى حدود كتابة هذه السطور، أي معطيات حول ما يدور في الاجتماع غير الرسمي بين المغرب وجبهة البوليساريو برعاية الوسيط الدولي كريستوفر روس، الذي انطلق اليوم الاثنين الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن نزاع الصحراء الغربية، غير أن المراقبين لا يتوقعون الكثير من الاجتماع، وخصوصًا أنَّ كل طرف متشبث بموقفه. ويشرح محللون أنَّ روس يحاول انتزاع توافق طرفي النزاع بهدف السير بعجلة المحادثات نحو المحطة الخامسة، بعد أن علقت في الجولة الرابعة، من دون تحقيق أي تقدم ملموس، غير أن هذا المبتغى لن يتحقق له، حسب رؤيته، إلا عبر التعرف أكثر إلى نفسية المفاوضين،استعدادًا للتقدم باقتراحات تضمن ألا يتكرر سيناريو الفشل كما حدث مع بيتر فان فالسوم.

وقال محمد ضريف المحلل السياسي المغربي لـ quot;إيلافquot; إنَّه quot;من السابق لأوانه الحديث عن نتائج يمكن أن يتوصل إليها الطرفان لأن هذا الاجتماع عبارة عن لقاء تمهيدي، والصلاحيات تعود للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة، الذي سيقرر على ضوء الاجتماع الحالي ما إذا كان سيستمر في عقد لقاءات غير رسمية لتقريب وجهات النظر أكثر، في حالة عدم توفر شروط الحوار، أما إذا تكونت لديه قناعات التفاوض، فيمكن أن يحرك مسلسل التفاوضquot;.

وذكر ضريف أن quot;جميع الأطراف مقتنعة بأن هوة الخلاف جد متسعةquot;، مبرزًا أن quot;روس يحاول أن يتعرف عن قرب إلى نفسية أطراف النزاعquot;. وأضاف quot;ربما يتخوف الوسيط الدولي من عقد جولة خامسة، وهو يدرك أن مصيرها قد يكون الفشلquot;، وخصوصًا مع تمسّك كل طرف بموقفه، فالمغرب يقترح حل الحكم الذاتي كأرضية وحيدة للتفاوض، والبوليساريو تتشبت باقتراح تنظيم استفتاء لتقرير المصير، متوقعًا أن quot;يدعو إلى عقد لقاءات أخرى غير رسمية مستقبلا لربح الوقت بهدف بلورة مقترحات جديدة ليطرحها على أطراف النزاع والمجتمع الدولي من أجل دعمهاquot;.

وأشار ضريف إلى أنَّ الوسيط الدولي ارتأى أن ينهج أسلوب اللقاءات غير الرسمية لهذا الغرض، مضيفًا أنَّ quot;اللقاء لم يخطط له للحصول على نتائجquot;. واعتبر محمد ضريف أنَّ quot;المشكل يتمثل في أن الجزائر تربط كل تطبيع لعلاقاتها مع المغرب بتنظيم الاستفتاء في الصحراءquot;، مشيرا إلى أن quot;الجزائر يمكنها أن تضغط على البوليساريو للقبول بالتفاوض، لكنها غير مستعدة لذلكquot;. وأوضح أنه quot;إذا كان هناك تقارب كان سيساعد على إنجاح المفاوضاتquot;.

اتحاد المغرب العربيّ ميت سريريا

وأدى النزاع المفتعل حول الصحراء إلى دخول اتحاد المغرب العربي في موت سريري منذ عدة سنوات.وكان اتحاد المغرب العربي، الذي حمل حلم توحيد الشعوب العربية، تأسس في 17 شباط (فبراير) 1989 في مدينة مراكش في قمَّة تاريخية جمعت العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني والرؤساء الجزائري الشاذلي بن جديد والليبي معمر القذافي والتونسي زين العابدين بن علي والموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.

ويتهدد اتحاد المغرب العربي خطر الموت النهائي بعد مكوثه لسنوات في غرفة الإنعاش جسدا بلا روح، خاصة مع بقاء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر الصوت الأعلى في المنطقة، رغم دعوات الرباط المتكررة والملحة لفتحها. يشار إلى أن وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، يرأس الوفد المغربي المفاوض، في حين يقود الوفد المفاوض من جانب البوليساريو رئيس البرلمان محفوظ علي بيبة.

يذكر أن هذه المحادثات ستستمر ليومين، وهي الأولى التي تجرى منذ فشل المحادثات السابقة في نيويورك العام الماضي. ويأتي هذا في وقت تلقت جبهة البوليساريو ضربة موجعة، إثر عودة أحمدو ولد سويلم، العضو المؤسس للجبهة الذي كان يشغل إلى غاية التحاقه بالمملكة، منصب وزير مستشار لدى رئاسة ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، إلى المغرب.