أنصار المعارضة في طهران |
يشرف الإيراني المعارض محسن سازاغارا على خطط إسقاط النظام القائم في إيران عبر الإنترنت، اذ يقوم سازاغار من الولايات المتحدة بإدارة مقاطع فيديو عبر موقع quot;اليوتيوبquot; وبثها، طارحًا بذلك أفكارًا جديدة لأنصار المعارضة في طهران لمحاربة النظام. لكن سازاغار لم يكن دومًا معارضًا للنظام القائم اذ انه شغل العديد من المناصب البارزة عند سقوط نظام الشاه،إلا أنّه لاذ بالفرار إلى الغرب بعد ان شعر بحالة من الفزع عندما رأى أن القوة بدأت تنقلب على شعبها وتقوم ببسط نفوذها على مرافق الحياة كلها.
القاهرة: تلقي صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية في تقرير مطول نشرته اليوم الأحد تحت عنوان quot; دروس في الثورة ... عبر اليوتيوبquot;، الضوء على قصة هذا المواطن الإيراني الذي يدعى، محسن سازغارا، الذي يتخذ من مقر إقامته في ولاية فيرجينيا الأميركية، مركزًا لقيادة ثورة تكنولوجية يسعى من خلالها لإسقاط نظام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، عبر مقاطع الفيديو المصورة التي يقوم بتصميمها وبثها عبر موقع quot;اليوتيوبquot; الشهير.
وتكشف الصحيفة أن سازغارا يُقدم في المساء على تقييم الأحداث التي تقع على مدار اليوم، ثم يقوم بعدها بطرح أفكار جديدة للإيرانيين، يكون بإمكانهم الاستعانة بها لمحاربة النظام. وتمضي الصحيفة لتقدم وصفًا تفصيليًّا للأجواء التي يعيش فيها سازغارا في هذا المنزل الذي يأمل أن يتم تحويله إلى بؤرة تنطلق من خلالها الثورة التكنولوجية الأولى في العالم، مثلما سبق له وأن فعل قبل ثلاثين عامًا عندما ساهم في الإطاحة بنظام الشاه. فتقول إنه يجلس أمام شاشة خضراء مزينة بعلامة الـ quot;Vquot; التي ترمز للنصر، ومعها شعار الحركة الذي يقول quot; يرمز اللون الأخضر إلى المقاومة حتى يأتي الربيعquot;.
ثم تمضي الصحيفة لتميط اللثام عن أن سازغارا كان واحدًا من مؤسسي الحرس الثوري، لكنه يقوم الآن بتعليم المتظاهرين كيف لهم أن يواجهوا القوة. وفي سياق المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة، يعرض سازغارا للمزيد من التفاصيل المثيرة المتعلقة بتكتيكاته الاحتجاجية التي يروج لها في ظل مساعيه الحثيثة لحشد الشارع الإيراني بغية إسقاط نظام نجاد الحالي. فتنقل عنه قوله :quot; لقد شاركت خلال إحدى مراحل حياتي في صنع شيء ما؛ والآن، وبعد مرور ثلاثين عامًا، أحاول أن أدمر هذا الشيءquot;. بعدها، تنتقل الصحيفة لتبرز جانب من تاريخ سازغارا الشخصي، فتشير إلى أنه كان واحدًامن أبرز أعضاء النظام الرفيعي المستوى الذين لاذوا بالفرار إلى الغرب، كما سبق له أن شغل العديد من المناصب البارزة، ومنها رئيس الإذاعة الرسمية، ونائب رئيس الوزراء، والمدير المسؤول عن تنمية وتجديد الصناعة.
وتشير الصحيفة إلى أنه ساعد في وضع الحرس الثوري في قالب القوة الأمنية الخاصة وأن يقوم بكتابة ميثاقها: quot; كانت الفكرة متعلقة بإنشاء جيش شعبي للحيلولة دون وقوع انقلابات والدفاع عن البلادquot;، غير أن الصحيفة تقول إنه بدأ يشعر بحالة من الفزع عندما رأى أن تلك القوة بدأت تنقلب على شعبها وتقوم ببسط نفوذها على السياسة، والإعلام، والأمن. وتشير إلى أنه غادر الحكومة في عام 1988، وأصبح من أبرز المنتقدين، وأقدم على نشر ثلاثة مطبوعات صحافية، وهنا نقلت عنه قوله :quot;أدركت أننا كنا مخطئين في الثورة، عندما ظننا أن تأسيس جمهورية إسلامية من الممكن أن يقدم الحل لكافة مشكلاتنا. فالعودة إلى زمن النبي (ص)، وقطع يد السارق، وارتداء المرأة للحجاب، أمرًا لا يجدي ndash; فقد قمنا باختبار هذا في إيران، لكنه فشلquot;.
وبعد فترة، تم إغلاق صحف سازغارا وأودع في السجن ثلاث مرات، ثم سافر إلى الخارج لإجراء جراحة في العين والقلب، أولاًً في لندن، ثم في الولايات المتحدة، حيث كان زميلاً زائرًا في جامعتي ييل وهارفرد. وانتقل هذا العام إلى واشنطن لإنشاء مؤسسة بحثية وبدء العمل على مساعيه الرامية لتغيير النظام الإيراني الحالي. ويرى سازغارا أن إلحاق الهزيمة بالحرس الثوري سيكون أحد مفاتيح النجاح. كما وصف القوة الحاشدة المكونة من 130 ألف فرد بـ quot;المافيا الفاسدة والخطرةquot;، وراهن على أن الفوز سيكون من نصيب حركة المعارضة عندما يُهزَم الحرس الثوري.
وعن الممارسات القمعية والوحشية التي انتهجها النظام في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قال سازغارا معقبًا: quot; كانوا يعتقدون أنهم إذا ما قتلوا 200 شخص، واعتقلوا 200 ناشط، سيتوقف كل شيء وسيتوقف الإيرانيون عن أنشطتهم الاحتجاجية، لقد فعلوا ما أرادوا. اذ قتلوا، واغتصبوا، وألقوا القبض على أكثر من أربعة آلاف شخص، ونعتقد أن 178 شخصًا لاقوا حتفهم خلال تلك المناوشاتquot;. وتابع بقوله: quot;ما أقدمه هو تكتيكات غير عنيفة. فعندما قاموا بحظر احتجاجات الشوارع، أخبرنا الناس بأن يذهبوا إلى الأسطح ويصرخوا بقولهم quot;الله أكبرquot;، أو أن يجوبوا الشوارع ليلاً ليثيروا الضجيج بأبواق سياراتهم. وعندما فرضوا حظرًا على الضوضاء، أخبرنا الناس بأن يسيروا صامتين في صفوف طويلةquot;.
وتتابع الصحيفة لتشير إلى أن سازغارا أقدم على إخبار الإيرانيين بأن يقاطعوا البضائع التي تقوم مصانع تابعة للحرس الثوري بتصنيعها وأن يدخروا تغييرًا صغيرًا لجعل المعاملات اليومية أمرًا مستحيلاً. كما يلفت سازغارا في الختام إلى أن الإيرانيين الموجودين في الخارج يقومون بدور مماثل للدور الذي لعبوه للإطاحة بنظام الشاه عام 1979 من خلال تقديم المال والمهارات. وأضاف قائلاً: quot;حينها، كُنَّا نقوم بتهريب أشرطة الكاسيت الخاصة بخطابات آية الله. والآن، نقوم باستخدام الإنترنتquot;.
التعليقات