تزور كاترين آشتون الشرق الأوسط في الفترة القريبة المقبلةفي محاولة لدفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة للمفاوضات، وبحسبها فإن الاتحاد يعمل على كافة المسارات السياسية والاقتصادية لفك جمود الوضع الحالي.

بروكسل: أعلنت نائبة رئيس المفوضية والممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، عن نيتها زيارة الشرق الأوسط في الفترة القريبة القادمة للوقوف على طبيعة الدور الأوروبي المستقبلي في دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للعودة إلى مفاوضات تؤدي إلى حل نهائي للصراع في المنطقة

جاء ذلك خلال مداخلتها في جلسة مناقشة عامة نظمها البرلمان الأوروبي اليوم لمتابعة الوضع في الشرق الأوسط خاصة في ظل إستمرار جمود عملية السلام وتدهور الوضع على الأرض، وشاركت فيها الوزيرة السويدية سيسيليا مالمستروم واشارت آشتون إلى أن العمل الأوروبي يهدف إلى quot;ربح ثقةquot; الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وإقناعهما العودة إلى مفاوضات جادة ، quot;اذ لا تسامح مع مفاوضات عقيمةquot;، بحسب تعبيرها.

ونوهت إلى أن الإتحاد الأوروبي يريد العمل على كافة المسارات السياسية والإقتصادية لفك جمود الوضع الحالي، وقالت quot;نأخذ بعين الإعتبار ما يطالب به النواب الأوروبيون من إمكانيات تعليق إتفاق الشراكة مع إسرائيل وغيرها من الأدوات المتاحة لنا في التعامل مع الدولة العبريةquot;، بحسب تعبيرها

ودعت آشتون إلى دعم دور اللجنة الرباعية ( الإتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركية، روسيا والأمم المتحدة)، مشيرة إلى أنها، أي اللجنة، تلعب quot;دوراً هاماquot; في مسالة البحث عن السلام في المنطقة. وشددت على ضرورة أن يكون السلام شاملاً في المنطقة ويتضمن المسارين السوري واللبناني أيضاً، مجددة دعوة المفوضية الأوروبية للأطراف العربية إلى العمل بفاعلية من أجل السلام

ومن جانبها، رأت سيسيليا مالمستروم، الوزيرة السويدية للشؤون الأوروبية والتي ترأس بلادها الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي ، أن السلام يجب أن يكون quot;شاملاً ومتعدد الأطرافquot;، كون quot;الحل الفردي لن يكون سوى خطوة فاشلةquot;، بحسب تعبيرها.

وجددت مالمستروم دعم الإتحاد الأوروبي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراءه سلام فياض في عملهما لبناء الدولة الفلسطينية وإقامة هياكلها. وأكدت الوزيرة على رفض الإتحاد الأوروبي التصرفات quot;المتناقضةquot; التي تقوم بها إسرائيل، خاصة لجهة إعلانها تجميد الإستيطان بشكل مؤقت ولجؤها في الوقت نفسه إلى بناء وحدات سكنية جديدة، حيث quot;لا يمكن أن يقبل الإتحاد الأوروبي بمثل هذا التناقض، كما أنه لا يقبل كافة الإجراءات التي تسير عكس إتجاه السلام quot;، بحسب وصفها

وأكدت كل من آشتون ومالمستروم على ضرورة إقامة quot;شراكة قويةquot; بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بشأن العمل على إقرار السلام في الشرق الأوسط. وشددت المسؤولتان الأوروربيتان على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، quot;إذ لا سلام دون مصالحة quot;، بحسب تعبير الوزيرة السويدية التي رأت أيضاً أن إسرائيل تستفيد من الخلافات الفلسطينية الداخلية

أما بالنسبة للبرلمانيين الأوروبيين، فبدت موافقهم موزعة بين من يدعو إلى التفكير بأمن إسرائيل بوصفها الديمقراطية الوحيدة في المنطقةquot;، ومن يدعو إلى فرض عقوبات ضدها وتعليق اتفاق الشراكة، quot;حتى لا يستمر الإسرائيليون في تجاهل العمل الدور والجهد الأوروبيين لمصلحة السلامquot;، بحسب تعبيرهم.

وكذلك عبر النواب الأوروبيون عن رفضهم لقيام إسرائيل بمنع وفدهم الذي زار الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي من دخول قطاع غزة، ووجهوا إنتقادات لاذعة للممارسات الإسرائيلية التي تسير بعكس اتجاه السلام و تساهم في خنق أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية قادمةquot;، بحسب كلامهم.

وطالب النواب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بـquot;إظهار الرغبة الحقيقية في السلامquot;، منتقدين إستعمال إسرائيل للمفاوضات كعامل لكسب الوقت فقط، بحسب ما جاء في مداخلة مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي

يشار إلى أن الجلسة البرلمانية الأوروبية قد عقدت على أساس الوثيقة التي صدرت عن إجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في بروكسل حول السلام في الشرق الأوسط، وكذلك على أساس تقرير أعد الشهر الماضي، ولم يكشف عن كامل نصه، من قبل ممثلي الإتحاد في الأراضي الفلسطينة حول الوضع هناك، ومفاده بأن إسرائيل تقوم بعمل تدريجي يهدف إلى خنق فكرة الدولة الفلسطينية وإفراغ القدس من سكانها العرب، ما وصفه بعض البرلمانيين بـquot;عملية تطهير عرقيquot;، على حد تعبيرهم .