بعد أن أعلن رئيس الحكومة البلغارية عن دعمه لمشروع قرار بشأن حظر بث برنامج باللغة التركية أعربت أنقرة اليوم الخميس عن قلقها من تنفيذه.

أنقرة: أعربت تركيا اليوم عن قلقها من احتمال قيام بلغاريا بحظر بث برامج باللغة التركية عبر التلفزيون الرسمي البلغاري ودعت جارتها الغربية الى عدم هضم حقوق الاقلية التركية المسلمة. جاء ذلك بعدما أعلن رئيس الحكومة البلغارية بويكو بوريسوف امس عن دعمه لمشروع قرار طرحه شريكه في الائتلاف الحكومي حزب الاتحاد الوطني (حزب قومي متطرف) لاجراء استفتاء عام بشأن حظر بث برنامج اخباري باللغة التركية عبر شاشة التلفزيون الرسمي.

وقالت الخارجية التركية في بيان بهذا الشأن انها quot;تتابع عن كثب وبحذر شديدquot; التطورات في بلغاريا على خلفية الاستفتاء المقترح حول برنامج (10 دقائق) الاخباري اليومي والموجه للمسلمين الناطقين باللغة التركية ضمن المجتمع البلغاري. واضاف البيان ان تركيا تتوقع من الحكومة البلغارية السعي لايجاد حل لمسألة الاستفتاء المقترح من خلال quot;الحوار الوطني وضمن اطار التعددية الديمقراطية والمبادئ الاصيلة للحريات وحقوق الانسانquot;.

واعرب عن مخاوف تركيا من ان يؤدي تزايد النزعات القومية في بلغاريا الى التعدي على حقوق الاقلية التركية الثقافية ويذكي رياح التمييز العنصري. ويعد المسلمون الاقلية الاكبر عددا في بلغاريا معظمهم يتحدرون من اصول تركية من العهد العثماني حينما كانت هذه البلاد تحت سطوة السلطان العثماني ويمثلون حوالي 12 في المئة من سكان هذا البلد البالغ تعدادهم اكثر من 6ر7 مليون نسمة.

وكانت حكومة ايفان كوستوف قد خصصت اواخر عام 1990 في اعقاب سقوط النظام الشيوعي في بلغاريا جزءا من نشرة الاخبار اليومية فقرة اخبارية تبث باللغة التركية كمحاولة لتطييب خواطر الاقلية المسلمة بعد تعرضها لحملة عنصرية ابان حكم الدكتاتور الشيوعي تودور جيفكوف في ثمانينيات القرن الماضي. واستهدفت هذه الحملة تذويب الهوية التركية للمسلمين في بلغاريا عبر تغيير اسمائهم التركية قسرا ماارغم 300 الف شخص من ذوي الاصول التركية على النزوح الى تركيا هربا.

ويجاهر حزب الاتحاد الوطني الشريك الاخر في حكومة بوريسوف بمعاداته للمسلمين وما يمت بصلة للاسلام في البلاد ويعمل بكل قوة الى تغيير الواقع الديمغرافي للبلاد واستلاب الحقوق الثقافية للاقلية المسلمية التي اكتسبتها بعد سقوط الشيوعية.