أنقرة: قالت مصادر في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ان الحزب يحضر رزمة إصلاحات دستورية تشمل المادة 15 من الدستور التي تمنع محاكمة منفذي انقلاب العام 1980 بعد دعوة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز بايكال إلى إلغاء هذه المادة . ونقلت صحيفة quot;زمانquot; التركية عن مصادر في الحزب الحاكم انه على الرغم من انتقادات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لدعوة بايكال، يستعد حزب العدالة والتنمية لاقتراح رزمة تعديلات للدستور تشمل المادة 15 التي تستثني منفذي الانقلاب من المحاكمة.

ومن المقرر، بحسب المصادر، أن يرفع الحزب الاقتراح إلى البرلمان في آب/أغسطس المقبل. وأضافت المصادر انه بعد انتقادات أردوغان لبايكال واتهامه بعدم المصداقية في دعوته التقت مجموعة من نواب الحزب بنظرائهم من حزب العدالة والتنمية لإقناع الحكومة بأن الحزب الجمهوري صادق في دعوته لمحاكمة منفذي انقلاب العام 1980.

ودعا الوفد الحكومة إلى الرد على خطوته برزمة تعديلات دستورية، وقال نائب رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان بكير بوزداغ انه يجب إزالة جميع آثار انقلاب سبتمبر/أيلول 1980 من الدستور. وأضاف ان حزبه سيرفع رزمة التعديلات إلى البرلمان في آب/أغسطس المقبل وسيطلب من الأحزاب السياسية مناقشته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول في اليوم الذي يستأنف فيه البرلمان نشاطه بعد عطلة الصيف.

من جهته أعرب رئيس البرلمان التركي كوكسال توبتان اليوم الإثنين عن تأييده إجراء تغييرات في الدستور تمهد الطريق إلى محاكمة قادة الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980، وقال توبتان للصحافيين ان المادة التي تمنح حصانة قضائية لمنفذي الانقلاب العسكري لا يجب أن تكون في الدستور ومن الأفضل إزالته.

وأضاف quot;ان هذه المادة لا تنسجم مع الدستور الحديثquot;، ومن المقرر أن يناقش حزب العدالة والتنمية اليوم اقتراح الحزب الجمهوري لتعديل المادة 15 من الدستور. يشار إلى ان المادة 15 من الدستور التي أضيفت بإشراف قادة الانقلاب العسكري في العام 1980 تمنع محاكمة منفذي الانقلاب على أفعالهم.

وكان الجيش التركي تسلم السلطة بعد اشتباكات بين الأحزاب اليسارية واليمينية في السبعينيات من القرن الماضي التي وضعت البلاد على شفير حرب أهلية، وخلال الحكم العسكري الذي دام ثلاث سنوات وانتهى في العام 1983، اعتقل حوالي 650 ألف شخص وحوكم 230 ألفاً وأعدم 50 آخرين، كما جرّد 14 ألف من جنسيتهم.

الرئيس التركي يدعو الى التهدئة

دعا الرئيس التركي عبد الله غول الاثنين الى الهدوء في الوقت الذي يتصاعد التوتر بين الحكومة والجيش بسبب خطة مزعومة للاطاحة بالحزب الحاكم، حسب ما افادت وكالة الاناضول للانباء. ونقلت الوكالة عن غول قوله للصحافيين على متن طائرة اقلته في ختام زيارة رسمية الى الصين quot;من المهم للغاية وجود انسجام وتنسيق بين الاجهزة الحكومية وكذلك ان يركز الجميع على اولويات تركياquot;. وقال quot;اذا توفر لنا مثل هذا الجو فسنحقق الكثير من التقدم في وقت قصير. وسنحل مشاكلنا بسهولة .. ونجعل من تركيا اقوى اقتصاديا وسياسيا وديموقراطياquot;.

ويدور خلاف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والجيش حول خطة مزعومة تم تسريبها للصحافة في وقت سابق من هذا الشهر بان ضباطا في الجيش يحاولون الاطاحة بالحكومة. ونفى الجيش بشكل قاطع ما جاء في الصحيفة ودعا الادعاء المدني الى التحقيق في الجهة التي quot;فبركت تلك الوثيقة ودوافعها .. وما اذا كان هدفها تشويه صورة الجيشquot;.