U.S. President Barack Obama passes a news conference room between ...
ابوالغيط: نتائج كوبنهاغن ليست كافية لمواجهة التحديات

بورلو: قمة كوبنهاغن تسجل بداية مسار سيكون معقدا

يستطيع أوباما ايضا أن يقول لمنتقديه انه انتزع بعض التنازلات من الدول النامية الكبيرة وهي الصين والهند وجنوب افريقيا، وللمرة الاولى يصيغ اتفاق دولي وعودها بخفض الانبعاثات.

كوبنهاغن: يسمح اتفاق عن المناخ تفاوضت عليه الولايات المتحدة ودول أخرى من كبار الدول المسببة للتلوث بثاني أكسيد الكربون للرئيس الأميركي باراك أوباما باعلان انتصار محدود لكنه كاف لبث حياة جديدة في جهود تمرير تشريع بالكونغرس.

بعد أسبوعين عصيبين من المفاوضات المكثفة بين ممثلي 193 دولة وصل أوباما الى المحادثات في الساعات الاخيرة ونجح في وضع اتفاق في اجتماعات ثنائية مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو.

ويمثل الرجلان اكبر دولتين مسببتين لانبعاثات ثاني اكسيد الكربون من مداخن المصانع وعوادم السيارات وهو الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري الذي يخشى العلماء أن يفسد كوكب الارض.

وسارع مسؤولون أميركيون الى الاشارة الى أن هذا الاتفاق الذي لا يزال يتطلب مفاوضات صعبة على التفاصيل على مدار الاشهر الاثني عشر القادمة لا يرقى الى ما يعتقد العلماء أن على الدول اتخاذه من اجراءات لتجنب الفيضانات المدمرة والجفاف المحتملين من جراء الاحتباس الحراري.

لكن أوباما خاض انتخابات الرئاسة عام 2008 بوعد بالتغيير وبعد ثماني سنوات من رفض ادارة الرئيس السابق جورج بوش السماح بخفض انبعاثات الكربون يستطيع الرئيس الأميركي الحالي أن يقول انه نفذ وعدا رئيسيا قطعه أثناء حملته الانتخابية وهو الشروع في السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقد يحرم هذا الجمهوريين في الكونغرس الأميركي من حجة رئيسية وهي أنه يجب الا يفرض الكونغرس قيودا على الشركات الأميركية في الوقت الذي تعمل فيه دولة من اكبر الدول المسببة للانبعاثات مثل الصين دون قيود وبالتالي يمكن أن تسرق فرص عمل من الولايات المتحدة.

وقال السناتور الديمقراطي جون كيري الذي يحاول جمع ما يكفي من الجمهوريين والديمقراطيين المحايدين لتمرير مشروع قانون عن المناخ بمجلس الشيوخ ان quot;اتفاق كوبنهاغنquot; الذي أبرم بوساطة أوباما كسر ظهر quot;المشاحناتquot; الدولية وquot;مهد الطريق أمام اتفاق نهائي وأمام تمرير مجلس الشيوخ تشريعا مهما في الداخل في فصل الربيع.quot;

قد يكون هذا صحيحا لكن هناك عناصر أخرى مهمة يجب أن تتوفر ايضا من بينها:

- يجب أن ينهي الكونجرس بسرعة العمل على مشروع قانون لاصلاح نظام الرعاية الصحية سيطر على اهتمام المشرعين. اذا امتد الصراع على الرعاية الصحية لفترة أطول من هذا سيكون قد فات وقت كبير جدا من عام 2010 وسيكون الموعد قريبا جدا من انتخابات الكونجرس التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني عندما يتحرك مجلس الشيوخ بصدد مشروع قانون المناخ المثير للخلاف.

- يجب أن يؤمن الأميركيون العام القادم أن هناك انتعاشا اقتصاديا جاريا ويوفر فرص عمل. اذا لم يحدث هذا سيخشى ساسة كثيرون من أن ينجم رد فعل سياسي عكسي عن مناقشة مشروع قانون عن المناخ يمكن أن يؤدي الى ارتفاع ولو طفيف في أسعار الطاقة.

- يجب انخراط المزيد من الجمهوريين. وأشار مانيك روي من مركز بيو للتغير المناخي العالمي quot;ليس هناك خيار حزبي لتمرير هذا بمجلس الشيوخ.quot; ويأمل بعض المعنيين بالدفاع عن البيئة أن يكسب أوباما منافسه في انتخابات الرئاسة عام 2008 السناتور جون مكين في صفه لانه قاد جهود وضع تشريع عن التغير المناخي لكنه في الاونة الاخيرة اكتفى بتوجيه الانتقادات.

وفيما تعمل الدول المختلفة على وضع تفاصيل هذا الاتفاق المبدئي قبل الاجتماع السنوي القادم الذي يعقد في المكسيك ستسلط كل الانظار على بعض اكثر الجوانب اثارة للجدل. من بين هذه الجوانب اجراءات جديدة للمراقبة والتحقق لبرامج خفض انبعاثات الكربون التي تطبقها الدول وهي التي أصر عليها أوباما لتحديد ما اذا كانت الصين والهند وغيرهما ينفذون الوعود التي قطعوها.

وقالت ماري نيكولز رئيسة مجلس موارد الهواء بكاليفورنيا والذي يطبق بعضا من اكثر معايير جودة الهواء صرامة في الولايات المتحدة لرويترز الاسبوع الماضي ان هذه البنود ضرورية.

وأضافت quot;هذه هي الخطوة الاولى في بناء برنامج فعال للمناخ... هذا يجعلها مقبولة على نطاق واسعquot; بالنسبة للدول.

لكن بعض المعنيين بالدفاع عن البيئة الذين علقوا آمالا كبيرة على أوباما لا يرون الا تهربا من تحمل المسؤولية في كوبنهاغن. وقال ايريك بيكا رئيس جماعة أصدقاء الارض بالولايات المتحدة quot;مفاوضات المناخ... تمخضت عن اتفاق زائف ليست له متطلبات حقيقية من أي دولة.quot;

الدول الاسيوية راضية عن اتفاق كوبنهاغن

من جهتها، اعربت الدول الاسيوية الاحد عن ارتياحها للاتفاق الذي تم التوصل اليه في قمة الامم المتحدة حول المناخ في كوبنهاغن في موقف يتناقض مع الخيبة الذي عبر عنه الغربيون، مناقضة خيبة الغربيين، واعتبرت ان الاتفاق يؤسس لاجماع حول خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وتحدثت كل من الصين التي تعتبر اكبر الملوثين في الارض واندونيسيا، الثالثة في نفس الترتيب لو اخذ في الاعتبار قلع الغابات، الاحد عن quot;نتائج ايجابيةquot; واعتبرتا ان الاتفاق ياخذ في الاعتبار مخاوفها.

ونقل موقع وزارة الخارجية الصينية عن الوزير يانغ جيشي قوله ان quot;بفضل جهود كافة الاطراف تمخضت القمة عن نتائج ذات معنى وايجابيةquot;.

ودون الاشارة صراحة الى الاتفاق اعتبر يانغ ان القمة توصلت الى احترام مبدا quot;المسؤولية المشتركة لكن المتنوعةquot; والتي تعترف بالفروقات الاقتصادية بين الدول الناشئة والغنية.

والتزمت بكين بخفض quot;كثافتها الكربونيةquot; (الانبعاثات الملوثة لكل وحدة في اجمالي الناتج الداخلي) بنسبة 40 الى 45% بحلول 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2005.

من جانبه قال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو ان اندونيسيا سعيدة للقرارات المتخذة quot;لانقاذ الكوكب واطفال بلادناquot;.

وكتب على موقعه ان quot;هذا الاتفاق يفتح طريقا للمفاوضات التي ستجري في المانيا منتصف 2010quot; دون مزيد من التفاصيل. ويفترض ان تحتضن بون مؤتمر متابعة لكوبنهاغن بعد ستة اشهر.

ويعتبر ارخبيل اندونيسا الشاسع من اكثر المناطق المهددة بالاحتباس الحراري والتزمت جاكرتا بخفض 26% من الانبعاثات بحلول 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2005.

واعتبرت بنغلادش وهي الاخرى مهددة بشكل خاص بالتغيرات المناخية، على لسان رئيسة وزرائها الشيخة حسينة، اتفاق كوبنهاغن ناجحا وquot;نتيجة معقولةquot;.

لكن في المقابل اعتبر الهندي راجندرا باشوري رئيس مجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ (جييك) والحائز جائزة نوبل للسلام سنة 2007 مع ال غور، الاتفاق غير كاف ودعا الى المصادقة سريعا على معاهدة ملزمة.