موردخاي فانونو

أثار موردخاي فانونو في منتصف الثمانيات زوبعة في وجه إسرائيل بعدما كشف اسرارها النووية لصحيفة بريطانية، ولكنه اليوم لم يعد يشكل تهديدا امنيا بحسب مسؤول هيئةالطاقة السابق في إسرائيل.

القدس: قال الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية يوم الأحد إن موردخاي فانونو الذي كان أول من أعلن عن امتلاك اسرائيل لاسلحة نووية قد خدم بلاده بتنبيه أعداء اسرائيل الى قوة الجيش الاسرائيلي ولا يمثل تهديدا على الامن الاسرائيلي. وسجن فانونو عام 1986 بتهمة الخيانة بعد أن ناقش عمله في مفاعل ديمونة الاسرائيلي مع صحيفة بريطانية.

وعلى الرغم من اطلاق سراحه عام 2004 تقرر ابقاؤه داخل اسرائيل بناء على أوامر المسؤولين العسكريين الذين يقولون انه ربما يملك المزيد من الاسرار التي يخشون أن يفشيها. وقال يات عوزي عيلام وهو بريجادير جنرال متقاعد ترأس هيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية بين عامي 1976 و1986 ان أي شيء ربما يكشف عنه فانونو عن مفاعل ديمونة لن تكون له أهمية كبيرة. ويحظى فانونو بشهرة كبيرة بين دعاة نزع السلاح.

وقال عيلام متحدثا الى رويترز في مقابلة بعد أن نشر مذكراته quot;لقد اعتقدت دائما أنه يجب أن يطلق سراحه... لا أعتقد أنه يملك أشياء خطيرة يكشفها الان (عن ديمونة).quot; ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن اتباع اسرائيل لسياسة غموض لا تنفي فيها ولا تؤكد امتلاكها لهذه الاسلحة حقق لها هدف تخويف أعدائها مع تفادي الاستفزازات التي قد تؤدي الى حدوث سباق تسلح.

لقدساعد كشف فانونو موقف إسرائيل الاستراتيجي وأسهم في تعزيز قدرتها على الردع.

وتشكو الدول العربية وتشكو ايران التي تقع في مركز جدل دولي كبير بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم من ازدواج المعايير في احجام الغرب عن الضغط على اسرائيل كي تعلن عن قدراتها النووية. وقال عيلام ان حديث فانونو مع الصحيفة البريطانية صنداي تايمز والذي أدى بالخبراء الاجانب الى استنتاج أن مفاعل ديمونة أنتج مواد تكفي لصنع ما يقرب من 200 رأس نووي ساعد موقف اسرائيل الاستراتيجي حيث رفع الحجاب عن قدرتها quot;لقد ساهم في تعزيز قدرتنا على الردع.quot;

وقال فانونو الذي ولد يهوديا ثم تحول الى المسيحية انه أعلن عن عمله كفني متوسط في مفاعل ديمونة لانقاذ اسرائيل من quot;محرقة جديدة.quot; لكنه شكك أيضا في حق اسرائيل في الوجود مما أثار غضبا اسرائيليا. وسئل عن قرار الابقاء على فانونو داخل اسرائيل والذي أيدته المحكمة العليا ففسر عيلام ذلك بأن ذلك يأتي في اطار الاجراءات العقابية التي ترفض مطالباته بالمغادرة.

وقال quot;لا أريد أن اتحدث عن الحسابات المحددة للمؤسسة الدفاعية. لكن من الواضح أنه توجد مساع هنا لجعله عبرة.quot; واضاف عيلام quot;أعتقد أن ذلك غير شرعيquot; ووصف فانونو بأنه استثناء على الجهاز النووي الاسرائيلي الذي يتميز بمناعته شبه التامة ازاء تسريب المعلومات.

وقال quot;هناك اخرون مطلعون على أسرار ويفهمون أهمية كتمانها سواء من وجهة أمنية أو من وجهة صهيونية.quot;