اكد رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي مايكل مولن اليوم ان التواصل عبر القنوات الدبلوماسية هي انجح الوسائل لاطفاء فتيل العديد من الازمات في المنطقة مشيرا الى ان اي تدخل عسكري ضد المفاعلات الايرانية سيكون محدود النتائج.

واشنطن: في معرض رده على سؤال صحافي حول تقييمه لاوليات الولايات المتحدة العسكرية خلال عام 2010 اكد ان ايران ستظل تشكل خطورة في المنطقة من خلال مواصلتها تطوير نشاطاتها النووية. وقال رئيس الاركان الاميركي quot; اعتقد ان القنوات الدبلوماسية هي افضل الطرق لضمان امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط quot; مشيرا الى ان نتائج اي عملية عسكرية تشن على ايران quot; ستكون محدودة النتائج ولن تحقق اهدافها بشكل كامل quot;.

بيد انه استطرد مؤكدا انه في حال ما اصدر الرئيس الاميركي اوامره بquot;اللجوء الى الخيار العسكري فاننا سنكون على أهبة الاستعداد quot;. وترفض طهران العروض التي قدمتها الدول الست التي تتابع الملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا). وتتهم هذه الدول ايران بquot;السعي لامتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج نووي سلمي quot; وهو ما تنفيه طهران,

روسيا تعارض تقليل دور مجلس الأمن في تحقيق التسوية في الشرق الأوسط

من جهة اخرى، اعلنت روسيا انها تعارض فكرة إبعاد مجلس الأمن الدولي عن عملية التسوية في الشرق الأوسط. وصرح بذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في القاهرة الاثنين. وأوضح لافروف quot;إننا قمنا بعقد اجتماع خاص واتخذنا قرارا بالإجماع يستند إلى كل الأسس الدولية والقانونية ويؤكدها تأكيدا واضحا، وذلك في شهر مايو الماضي عندما كانت روسيا تتولى رئاسة مجلس الأمنquot;.

وأضاف: quot;إننا اتفقنا على ضرورة الإدراك بأنه سيتوجب في نهاية المطاف إنشاء منظومة شاملة للأمن الإقليمي في المنطقة لتسوية كل هذه المشكلاتquot;. والمقصود هنا هو حل المشكلات المتعلقة بالتسوية في الشرق الأوسط والمسألة النووية الإيرانية.

حل قضية عدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يحتاج لإرادة سياسية

الى ذلك،اعتبر محللون يشاركون في مؤتمر quot;الشرق الأوسط 2020: هل يمكن تحقيق حل شامل؟quot; أنه يجب على جميع دول الشرق الأوسط إبداء إرادة سياسية من أجل عدم السماح بانتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وينعقد هذا اللقاء الدولي الذي تنظمه وكالة quot;نوفوستيquot; ومجلس السياسة الخارجية والدفاعية بروسيا الاتحادية في إطار مشروع نادي quot;فالدايquot; الدولي للنقاشات، في الأردن حاليا. وعند تناول موضوع عدم الانتشار يجري الحديث قبل كل شيء عن برنامج إيران النووي، والتهديدات المتبادلة بين إيران واسرائيل. ويعتقد معظم المحللين أن تنفيذ التهديدات الاسرائيلية ضد إيران وإمكانية توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الايرانية، أمر خطير للغاية وقد يؤدي إلى عواقب لا يمكن لأحد التكهن بها.

وفي هذا السياق، طُرِح في المؤتمر رأي مفاده أنه يتوجب على اسرائيل الاعتياد على فكرة احتمال ظهور قوة نووية أخرى في المنطقة، وعندها من الممكن التحول من إطلاق التهديدات إلى ممارسة سياسة الردع النووي. أما فيما يتعلق باحتمال استخدام إيران للسلاح النووي ضد اسرائيل، فحسب رأي مدير معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسي فاسيليف، فإن هذا الاحتمال غير وارد أصلا. وقال: quot;يوجد في قيادة إيران ناس أذكياء يريدون العيش ويدركون أن أي ضربة من قبل إيران لاسرائيل ستوجه مقابلها ضربة لإيران تكون قوتها كافية لتدمير مرتكزات هذه الدولة. لذا من الصعب تصور أن تقدم القيادة الإيرانية على مثل هذه الخطوةquot;.

ولكن على الرغم من ذلك، يرى مدير مركز quot;بيغن - الساداتquot; للدراسات الإستراتيجية التابع لجامعة بار- إيلان، افرايم عنبار، أن سياسة الردع النووي مع إيران غير قابلة للتطبيق. وقال: إن quot;زعماء إيران يهددون علناً بمسح اسرائيل عن وجه الأرض. ومن هنا فإن إقامة نظام مستقر للردع النووي في مثل هذه الظروف إشكالية كبيرة. ولا يجوز السماح لدولة تدعو إلى القضاء على دولة أخرى عضو في هيئة الأمم المتحدة بامتلاك سلاح نوويquot;. ولكن حسب رأي المستشار الاقتصادي لرئيس السلطة الفلسطينية الدكتور ماهر، من غير الصحيح خلال النظر في مشكلة عدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وضع مسألة الخطر النووي الإيراني في المقام الأول.

وقال: quot;في الوقت الذي يعتبر التهديد النووي الإيراني فيه تهديدا افتراضيا، يوجد هناك في المنطقة تهديد نووي حقيقي من قبل إسرائيل التي تمتلك أسلحة نوويةquot;. وأشار إلى أن الخطر على شعوب المنطقة ينجم ليس فقط عن الأسلحة النووية الاسرائيلية، بل وعن المنشآت النووية الاسرائيلية التي أصبح عمرها أكثر من 50 عاماً، وتعمل في ظروف انعدام أية رقابة عليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.

وبدوره قال مدير دائرة التعاون الدولي في المؤسسة الروسية quot;روس آتومquot; ميخائيل ليسينكو: إن وضع quot;لا حرب ولا سلامquot;، بالنسبة لايران واسرائيل، هو وضع خطير جداً ومن المطلوب تسويته. quot;ومن المهم التمتع بالارادة السياسية والدخول في حوار مباشر أو عبر وسطاءquot;. وأعاد ليسينكو إلى الأذهان أن الهند وباكستان، وبغض النظر عن حدة المواجهة بين البلدين، استطاعتا التوصل لاتفاق عدم اعتداء. ولكن للوصول إلى هذا الهدف من الضروري استخدام جميع الآليات والأدوات القانونية الدولية القائمة، وقبل كل شيء معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وبفضل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أصبحت جنوب افريقيا وليبيا وعدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق دولاً غير نووية. والآلية الأخرى، هي جعل منطقة الشرق الأوسط، منطقة خالية من السلاح النووي، كما يطالب العديد من دول المنطقة بذلك. عدا ذلك، يقترح المحلل السياسي، الإعتماد على إمكانيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك التمسك بمعاهدة حظر التجارب النووية. وختم الخبير كلامه قائلاً: إن quot;هناك ساحات للتسوية، وهناك إمكانيات لذلك، ومن الممكن استحداث آليات جديدة، ولكن بشرط أن تتوافر الإرادة السياسية للقيام بذلك كلهquot;.