بيروت: أكد وزير الخارجية فوزي صلوخ في حديث لصحيفة quot;المدينةquot; أن لبنان من أكثر البلدان العربية التي تتأثر إيجابا بمنحى التصالح والتضامن العربي نظرا لحيوية المجتمع السياسي اللبناني وتأثره المباشر بقضايا العالم العربي لذلك فإن لبنان بكافة قياداته واطيافه السياسية يتابع بأمل كبير مسار المصالحة العربية ويتطلع لاستكمالها وإرسائها على اسس ثابتة وعميقة لما فيه مصلحة قضايا امتنا لاسيما في ضوء التحديات والمخاطر التي لا تستثني بلدا عربيا.

ورأى صلوخ ان اتفاق الدوحة ارسى طريقا نحو الاستقرار اللبناني وانتظام عمل المؤسسات وقد تلا ذلك تأكيد على جو المصالحات من خلال العديد من الخطوات التصالحية بين الفرقاء السياسيين ثم استؤنف الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع ما يضيفه هذا الحوار من اجواء ايجابية على صعيد العلاقة بين الفرقاء، مشيرا الى ان هذا الجو يجعلنا متيقنين بأن لبنان يقارب الاستحقاقات بثقة وطمأنينة لاسيما اذا ما اقترن كل هذا الجهد الداخلي مع استرخاء في الاجواء الاقليمية، لذلك فإنه لا مخاوف حقيقية لدينا على الوضع في لبنان لاسيما في بعده الامني.

وأسف صلوخ لأن يكون حل قضية مزارع شبعا دبلوماسيا يصطدم برفض اسرائيل التعاون مع الامم المتحدة لاجل حله، مشيرا الى ان القرار 1701 أرسى الية يمكن من خلالها ان تقوم الامم المتحدة بدور في سبيل حل هذا الموضوع من خلال انهاء احتلال الدولة الاسرائيلية لهذه الاراضي اللبنانية. غير ان اسرائيل لم تتعاون ولم تظهر ارادة جدية في حل الموضوع. نحن من جهتنا نصر على الانسحاب الاسرائيلي غير المشروط من كامل الاراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولن نستكين قبل اتمام هذا الانسحاب.
ولفت وزير الخارجية الى أنه تم الاتفاق على حل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بين افرقاء طاولة الحوار التي عقدت سابقا في المجلس النيابي وبالتالي اصبح quot;مبتوتاquot; ويقضي البحث عن آلياته التنفيذية. وهذا ما تعكف عليه الحكومة اللبنانية من خلال وزارتي الدفاع والداخلية اللتين تعملان على ايجاد الوسيلة الفضلى لتنفيذه بما يحفظ المصلحة اللبنانية.

وردا على سؤال حول التباطؤ السوري في اقامة العلاقات مع لبنان، أشار صلوخ الى ان العلاقات الدبلوماسية بين اي بلدين لها آليات ينبغي العمل من خلالها ولها قواعد معتمدة في التعامل الدولي وكل هذا بحاجة الى وقت معين ولكن الامور تم استكمالها وليس هناك اي نوع من التباطؤ. اما بخصوص المجلس الاعلى فهو ناشئ عن اتفاقية ثنائية بين البلدين وبعد استتباب عمل السفارتين يمكن دراسة ما هو ضروري في صلاحيات الامين العام للمجلس تمهيدا لاستبقائه او ما قد يتضمن ازدواجية مع عمل السفارتين وحينها يقرر البلدان بشكل مشترك تعديله.

ورأى ان الحوار هو لاجل الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية بين كافة فرقاء الحوار، وquot;حزب اللهquot; هو فريق في الحوار لديه رأيه وتجربته ومراقبته لمآلات الاحداث في المنطقة وطريقة الاستفادة من عبرها ودروسها وكل هذه العناصر سوف تطرح على الطاولة بين المتحاورين للتداول بشأنها والخروج بموقف موحد.

ولفت صلوخ الى ان مبادرة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت هي مبادرة قائد عربي واسلامي ادرك ان وضع الامة يجب ان لا يستمر على ما هو عليه من تشرذم وتنابذ وبالتالي لابد من تجاوز الخلافات والعودة الى رحاب العمل، والتضامن العربي المشترك. واضاف ان المبادرة نقلت امتنا الى مرحلة جديدة واعدة اذا تم استكمالها وترجمتها توحيدا للرؤى تجاه مختلف القضايا المطروحة وشدد على ان العمل العربي المشترك الفاعل الجدي هو العنصر الاهم الذي تعاني من غيابه المنطقة بأكملها مما يؤدي الى اضعاف قضايانا وموقفنا لاسيما وأن التغييرات على الساحة الدولية بحاجة الى موقف موحد جامع ومتضامن.