نيويورك: نشرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; مقالا لسفير الولايات المتحدة الأسبق في الأمم المتحدة جون بولتون تحت عنوان quot;إنتصار العراق هزيمة لإيرانquot;، خصصه لانتخابات العراق التي أثبتت نجاحاً كبيراً للعراق والولايات المتحدة نظراً لارتفاع نسبة مشاركة الناخبين العراقيين ولمرور الانتخابات بسلام دون أحداث عنف.

ويرى الكاتب أن تلك الانتخابات قد تعيد تعريف دور ايران في المنطقة، اذ أن معارضي حرب العراق زعموا أن الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 عززت نفوذ ايران بالمنطقة، وأنه اذا ظل في الحكم لتضاءل التهديد الايراني. ولكن ذلك الافتراض أثبت خطأه لأن ايران كانت تدعم الجماعات الارهابية (على حد تعبير الكاتب) كحزب الله في لبنان وحماس في غزة والضفة الغربية قبل وقت طويل من الاطاحة الأميركية بالرئيس الراحل صدام حسين، حيث كانت تسعى لفرض سيطرتها على سوريا ولبنان، كما كانت تتقدم في برنامجها السري للحصول على سلاح نووي وصواريخ باليستية.

ويضيف الكاتب انه بعد محاكمة صدام حسين واعدامه، زادت ايران من جهودها لدعم مذهبها الشيعي المتشدد. لذا فالمتوقع هو أن يؤدي نجاح انتخابات المحليات الى اعاقة المحاولات الايرانية، وذلك لعدة أسباب: أولاً أن الناخبين الشيعة لم يسيطروا عليها تماماً، وذلك لأن الناخبين السنة شاركوا بأعداد كبيرة بعدما أدركوا خطأهم بمقاطعة الانتخابات السابقة. واذا استمرت مشاركة السنة الايجابية حتى الانتخابات العامة التي ستُعقد هذا العام فسيتغير تكوين البرلمان العراقي تماماً.

ثانياً، من غير المنصف القول إن ايران تهيمن على شيعة العراق، لأن هذا يبالغ في تقدير الدعاية الايرانية ويقلل من ذكاء الشيعة أنفسهم، والذين ينبغي عليهم تقرير ما اذا كان من الأفضل لهم اتباع أوامر ملالي ايران أو انتخاب ممثليهم في بغداد.

ويوضح الكاتب أن نجاح الانتخابات وحده لا يعني بالضرورة انتهاء العنف الطائفي بالعراق، بل قد يشهد العراق المزيد من التمزق. كما أن الانتخابات لن تنهي طموحات ايران التي لا تزال تؤمن بتزايد نفوذها في المنطقة رغماً عن جيرانها والولايات المتحدة، وهو ما يعزوه الكاتب الى موقف ادارة الرئيس باراك أوباما المتساهل معها. بيد أن تلك الانتخابات لا تزال قادرة على ترك أثر قوي على الشباب الايراني المتعلم والساخط على الثورة الايرانية التي لم ير منها غير تدهور الاقتصاد منذ بدأت، والذي قد ينظر الى نموذج الانتخابات العراقية الديمقراطية المسالمة.

ثم يختتم الكاتب المقال بقوله انه بالرغم من صعوبة اعتراف اليساريين في أميركا باستمرار نجاح التصعيد سياسياً وعسكرياً، فقد حان الوقت كي تعترف ادارة الرئيس أوباما بأن أصابع العراقيين الملطخة بالحبر الأرجواني تمثل حقاً انتصار الديمقراطية.