من بينها معلومات خاصة بالجيش وصناعات البصريات والاتصالات
20 وكالة استخباراتية أجنبية تحاول سرقة أدق أسرار بريطانيا
أشرف أبوجلالة من القاهرة:
قي واقعة غاية في الخطورة من الناحيتين الأمنية والإستراتيجية، أزاحت اليوم صحيفة صنداي تلغراف البريطانية النقاب عن أن هناك جواسيس من 20 وكالة استخباراتية أجنبية، بعضها تابع لدول تشترك مع إنكلترا في حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; مثل فرنسا وألمانيا، يحاولون سرقة أكثر أسرار بريطانيا حساسية ً وسرية. كما كشفت الصحيفة عن أن روسيا والصين هما الدولتين الذين يمتلكان أكثر شبكات التجسس نشاطا ً داخل المملكة المتحدة، وتبين أن هناك دول أوروبية شاركت كذلك في تلك الهجمات التجسسية علي بريطانيا.

وقالت الصحيفة أن تفاصيل المؤامرات التجسسية قد تم الكشف عنها في وثيقة أمنية حكومية حصلت الصحيفة عليها، وتفيد بأن بريطانيا quot; احدي أهداف التجسس ذات الأولوية الكبري quot; بالنسبة لـ 20 وكالة استخباراتية أجنبية. وكشفت مصادر أمنية للصحيفة عن أن قائمة الوكالات الأجنبية التي تعمل بداخل بريطانيا تشتمل علي إيران وسوريا وكوريا الشمالية وصربيا بالإضافة لبعض الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا، الذين كان يتم اعتبارهم علي أنها دول حليفة. وتحذر تلك الوثيقة ndash; التي كان يتم التعامل معها كوثيقة quot;محظورةquot; ndash; من أن الوكالات الأجنبية تحاول اختلاس أسرارا مرتبطة بالجيش وصناعات البصريات والاتصالات وعلم الوراثة والطيران.

كما حذر هذا التقرير، الذي رسمته خلية استخباراتية تابعة للجيش البريطاني بداخل الحكومة، أنه من السهل للغاية quot; عدم تتبعquot; التهديد من واقعة تجسس تقليدية وتصبح متركزة بشكل متفرد علي الهجمات من جانب تنظيم القاعدة. وتقول الوثيقة التي تم توزيعها لجميع الأقسام الحكومية :quot; في الوقت الذي يبدو فيه التهديد الأساسي بالنسبة لنا قادما من الإرهاب الدولي، فمن المهم ألا نفقد تتبعنا لأي تهديد يمثل في أي مكان آخر. ويتواصل قدوم الهجمات التجسسية ضد المصالح البريطانية من كثير من الجهات quot;.
ويواصل هذا التقرير الذي تم إصداره في يوم التاسع عشر من يناير الماضي قائلا ً :quot; كان يتم توجيه النشاط الخاص بالأمور التجسسية في الماضي وبصورة نموذجية تجاه الحصول علي معلومات استخباراتية سياسية وعسكرية. لكن ومع تطور سبل التكنولوجيا الحديثة هذه الأيام، بات تشتمل المتطلبات الاستخباراتية لعدد من الدول الآن علي تكنولوجيات جديدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعلم الوراثة والطيران والليزر والبصريات والإلكترونيات ومجالات أخري عديدة. لذا باتت تقوم أجهزة المخابرات باستهداف المشاريع التجارية أكثر من ذي قبل quot;.

وصرح مصدر من داخل الحكومة البريطانية للصحيفة بالقول أن روسيا تستخدم شبكة تجسسها الضخمة كـ quot; بسط لسلطة الدولة quot; في محاولة لـ quot; تدعيم قاعدتها العسكرية والاقتصادية quot;. وأضاف هذا المصدر قائلا ً :quot; إذا كان بمقدور دولة مثل روسيا أو إيران، أن تختلس جزء من برامج السوفت وير التي ستنقذها لمدة سبعة أعوام في مجال الأبحاث والتنمية ، فإنها ستقدم علي فعل ذلك دون أي تردد. وسوف يستهدف العملاء الروس أي شخص يعتقدون أنه قد يكون مفيدا بالنسبة لهم. ويمكننا القول بأن الأنشطة الاستخباراتية بات جزءا ثابتا في الحامض النووي للبلاد. وهو يزاولون هذا النشاط علي مدار عقود ولن يتوقفون عنه بكل بساطة لأن الحرب الباردة قد انتهتquot;.

وقال باتريك ميرسر، رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب بمجلس العموم، أن تلك الوثيقة تخدم كتحذير لبريطانيا من أن تهديدات التجسس الخاصة بزمن الحرب الباردة لم تولي وتذهب أدراج الرياح بعد. وأضاف :quot; تعد بريطانيا في الواجهة الخاصة بأحدث التقنيات وهو ما يجعلها هدفا جاذبا لكثير من الدول، التي قد يكن بعضها من الدول الحليفة بالنسبة لنا. الأمر الذي ينبهنا إلي عدم تركيز أصولنا الاستخباراتية صوب الدول التي تمتلك سجل حافل بالأنشطة الاستخباراتية التقليدية ضدنا فحسب، بل والاهتمام بباقي الدول دون تمييزquot;.