بهية مارديني من دمشق: أجمع سوريون وفلسطينيون في دمشق تحدثوا الى إيلاف على توقعهم بإعلان الهدنة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل ، وأشاروا الى انها هدنة مرجحة نظرا للظروف الحالية العامة، لكنهم على صعيد اخر عبروا عن تشاؤمهم من نجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة ، معتبرين انه يصطدم بعراقيل كثيرة ، في حين أكد مصدر فلسطيني ذو صلة لإيلاف ان الفصائل الفلسطينية ستناقش اليوم الأربعاء الورقة المرفقة مع دعوة الحكومة المصرية للحوار في القاهرة لبيان وجهة نظرها والنقاط التي تعترض عليها .
وقال محللون سياسيون انه على الأغلب وأيا كان شكل الحكومة الاسرائيلية المقبلة، يمكن القول أن هدنة متوقعة ستسود رسميا بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة في الفترة المقبلة، وان هذه الهدنة كما هي مطلب فلسطيني ضروري على مستوى الشارع الفلسطيني في غزة، ومطلوبة بالنسبة لقيادة حماس التي ترغب باستراحة تجري خلالها مراجعة عامة لكل تداعيات الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على غزة، هي ايضا مطلب اسرائيلي لأسباب شتى.
وتوقع المحلل السياسي السوري عماد سارة الهدنة الا انه قال quot; انها قد تتأخر بسبب الانتخابات الاسرائيلية كون رئيس الوزراء الجديد سيضع شروطا حول التهدئة مما يدفع وفد حركة حماس الى العودة لدمشق للتشاور وهذا ما سيجعل الوقت يمرquot;، وأضافquot; الا ان الهدنة قد تحصل وذلك لسببين السبب الاول ان حماس تدرك تماما الوضع الداخلي في غزة وما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الحصار والعدوان كما ان السبب الثاني ان اسرائيل غير مستعدة لقلاقل أمنية مع بداية الحكومة الاسرائيلية الجديدة quot;.
فيما اعتبر المحلل السياسي السوري ادهم الطويلquot; انه بعيدا عن التهويل الذي كان يلجأ اليه قادة اسرائيل خلال الحملات الانتخابية في الايام القليلة الماضية بالتهديد بالعودة الى الحرب على غزة، بما في ذلك دعوات نتنياهو لاجتثاث حماس كليا من قطاع غزة، بعيدا عن ذلك كله، فان حكومة ايهود اولمرت التي لازال امامها نحو 50 يوم في الحكم تسعى بشكل حثيث لتسجيل أي انجاز في سجلها الاسود والبائس بالنسبة للاسرائيليين من قبيل انجاز صفقة لاطلاق سراح الجندي الاسير لدى حماس جلعاد شاليط، تكون التهدئة وفتح المعابر جزءا منهاquot;.
واضاف الطويل quot;انه بالنسبة للحكومة المقبلة فأن تهدئة مع حماس تدوم اشهر مفيدة بالنسبة لها لانها اولا تهدئة لن تدفع هي (الحكومة الاسرائيلية المقبلة) أي ثمن سياسي مقابلها، وستقطف في الوقت نفسه الفوائد السياسية وquot;الامنيةquot; لهذه التهدئة المفترضة، وفي نهاية الامر قد تحتاج الحكومة الاسرائيلية المقبلة الى هذه التهدئة لتغازل عبرها ادارة اوباما التي تريد ان تبدأ عهدها بالحوار مع الاطراف الرئيسية في المنطقة، على الاقل في السنة الاولى من عهدهاquot;.
من جانبه شاطر المحلل السياسي الفلسطيني معتصم عيسى آراء الطويل في توقعاته بنجاح الهدنة القادمة لانه اعتبرها مطلبا اسرائيليا اساسيا ، ولكنه تحدث عن تشاؤمه من نتائج الحوار الفلسطيني الذي سيقام في القاهرة في 28 الشهر الجاري ، وقال ان الحوار يصطدم بعراقيل كثيرة ، واعتبر ان المشكلة ان هناك تناقضا كبيرا بين تيارين مختلفين على كل شيء، وتمنى عيسى المصالحة الفلسطينية على اسس واضحة تدعم ارادة الشعب الفلسطيني في المقاومة والحق في الكفاح المسلح .
التعليقات