الدوحة: في إشارة إلى تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية حول دافور في قطر، توصل وفد الحكومة السودانية إلى إتفاق مبدئي عام مع حركة العدل والمساواة المعارضة. ومن المنتظر ان يوقع الطرفان الثلاثاء على الاتفاق، الذي اعتبر بمثابة إعلان حسن نوايا بين الطرفين. ويأتي هذا الاتفاق بعد عدة ايام من المفاوضات بين الطرفين بوساطة قطرية في العاصمة الدوحة.

وينص الاتفاق على وضع نهاية للقتال في الاقليم، وتوفير السبل الآمنة لايصال المعونات الى محتاجيها في الاقليم المضطرب، وتبادل الأسرى والسجناء. ولكن مراسل البـى بي سي لشؤون الإفريقية يقول إن تحقيق السلام في دارفور يحتاج الى أكثر من ذلك. ويضيف انه يتوجب اشراك جماعات المتمردين الأخرى والهيئات المدنية في المفاوضات حتى تكون للاتفاق فاعلية حقيقية.

وكان جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في أزمة دارفور قد توقع الاسبوع الماضي توقيع الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة. وأعرب باسولي في بيانه الاثنين عن أمله في أن يشجع الاتفاق المنتظر بقية حركات التمرد في دارفور على الانضمام إلى محادثات السلام، وهي الأولى من نوعها منذ انهيار المحادثات التي جرت في ليبيا عام 2007.

وقال جبريل ابراهيم رئيس وفد الحركة خلال افتتاح المحادثات ان من اهم نقاط الاتفاق الاطاري الذي تقترحه الحركة هو ان تحتفظ بقواتها العسكرية لفترة انتقالية حتى توقيع الاتفاقية النهائية يتم بعدها استيعاب القوات في القوات النظامية. وطالب أيضا بتخفيض قوات الحكومة والمشاركة في الحكم في الخرطوم على اعلى المستويات. كما اشترط عودة حدود الاقليم الى ما كانت عليه يوم استقلال السودان عام 1956.

وتواجه هذه المحادثات انتقادات حيث اعتبر عبد الواحد النور قائد احد فصيلي حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور، والتي رفضت المشاركة أن هدف المحادثات هو مساعدة الرئيس السوداني عمر البشير على تجنب المثول امام المحكمة الجنائية الدولية. كما رفض الجناح الاخر في حركة تحرير السودان، وهو جناح الوحدة يقيادة ميني أركو ميناوي، المشاركة في محادثات الدوحة.

ويشار إلى أن جناح ميناوي هو الفصيل الذي وقع مع الحكومة السودانية على اتفاق أبوجا للسلام عام 2006. وكان الجيش السوداني قد خاض مؤخرا معارك ضد مقاتلي حركة العدل والمساواة. واندلعت مواجهات متكررة بين الجانبين في يناير/ كانون الثاني الماضي قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومدينة المهاجرية.