رانيا تادرس من عمان: في ظل مستجدات طرأت على الخطاب السياسي بين الولايات المتحدة الأميركية ودعوة الرئيس باراك اوباما إلى حوار غير مشروط مع إيران يقابله تجاوب إيراني حذر مع الرغبة الأميركي ، كانت بوابة بحث وتقييم للدكتور .محجوب الزويري في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ضمن ورقة تحليلة بعنوان quot;معضلة الحوار بين طهران وواشنطن والسيناريوهات المحتملةquot; .
ويقول الدكتور الزويري أن quot; العمل الدبلوماسي بين طهران وواشنطن ليس جديداً في مسيرة البلدين بعد قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979. وقد جرب البلدان خيار الحوار في أزمتين أخذتا بعداً دولياً، الأولى كانت الحرب على أفغانستان عام 2001، وقد اعترف البلدان بحصول مثل هذا التفاوض، لكنه كان محددا فيما سمي بـ الحرب على الإرهاب ومواجهة القاعدة ونشاطاتها.
مضيفا ان quot; أما المرة الثانية، فكانت متعلقة بأمن العراق، وقد التقى سفيرا البلدين في العراق أربع مرات في بغداد دون أن تؤدي هذه اللقاءات إلى نتيجة quot;.وأشار إلى أن الطرفين كانا جادان في الدخول في مسار دبلوماسي لحل الخلافات. ولخص الدكتور أسباب الخلاف بين الطرفين quot; وجهة النظر الإيرانية وهي تتمثل في الدور السلبي للولايات المتحدة من تأميم النفط عام 1953، واستغلال إمكانيات إيران في عهد النظام الملكي في إيران، وكذلك حجز الودائع الإيرانية التي تعتبرها إيران أموالاً للشعب الإيراني. quot;. وقال أن هناك سبب جوهري بحسب نظرة طهران ترى أن واشنطن تتدخل لإضعاف النظام السياسي في إيران من خلال سياسات العزل الاقتصادي والسياسي التي تقوم بها، إضافة إلى سياسات واشنطن نحو تغيير النظام السياسي في إيران.
وفيما يتعلق بأسباب الخلاف بحسب وجهة نظر أميركا يقول الدكتور الزويري ان الرئيس اوباما ذكره ونائبه في أجندة السياسة الخارجية تشمل الطموح النووي الإيراني، وتهديد الأمن الإسرائيلي، وتقديم الدعم المالي لمنظمات تسميها واشنطن منظمات متطرفة او إرهابية في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. متابعا quot; وقد أضيف عامل آخر بعد عام 2003 هو عدم الرضي الأميركي من الدور الإيراني في العراق.
لكن مسالة توقيت وبداية الحوار وفق وجهة الدكتور أنه في ظل تولي الرئيس باراك اوباما الرئاسة في كانون الثاني/ يناير 2009 واستعداد إيران إلى عقد الانتخابات الرئاسية العاشرة في حزيران/ يونيو 2009 فان هناك خياران يكمن الأول في أن يؤجل أي حوار إلى ما بعد الانتخابات الإيرانية، وتولي الرئيس الجديد سلطاته بعد شهر آب/ أغسطس، هذا على اعتبار أن الانتخابات الإيرانية لن تحسم من جولة واحدة كما حصل عام 2005. مثل هذا الأمر قد يعني أيضا تراجع دور ملف العلاقة مع واشنطن بالنسبة للرئيس الإيراني الجديد في ظل سيطرة ملفات داخلية مثل الوضع الاقتصادي. وهذا ينطبق على الإدارة الأميركية الجديدة وأولويتها المتعلقة بتبعات الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي quot;. غيران الخيار المطروح هو أن يبدأ البلدان حواراً قبل بدء الانتخابات والنظر إلى هذا الحوار بمعزل عن المشهد السياسي الانتخابي الإيراني. وهذا يستدعي نوعاً من الوضوح وإرسال رسالة واضحة مفادها أن الإدارة الأميركية الحالية تختلف عن سابقتها الجمهورية، وأنها تنظر إلى مسالة الانتخابات الإيرانية بوصفها مسالة داخلية،
وفي ذات السياق ، توقع الدكتور في تحليله مباشرة الحوار ستنطلق على مستوى خبراء يمثلون البلدين، وقد تكون تجربة التفاوض السوري الإسرائيلي مثالاً يمكن النظر إليه بجديهquot;
لكنه رجح quot; وجود لدور وسيط خصوصا أن البلدين لا يمتلكان تجاوز عقدة الخوف من الدبلوماسية quot;. والاهم من الوسيط وميزته انه يقف على مسافة متساوية من الطرفين quot;
مستبعدا دور quot;لروسيا quot;مبررا ذلك نتيجة quot;تمر علاقاتها مع واشنطن في أزمة بسبب الدرع الصاروخي الأميركي ،إضافة إلى سبب الحرب الجورجية الروسية، إلى جانب quot; الرؤية الدولية بأن روسيا تعتبر من الدول التي تساند إيران في تطوير برنامجها النووي quot;.
ورجح الدكتور أن quot; تصور المجتمع الدولي حول الوسيط المحتمل له تأثير كبير فقد تكون الجمهورية التركية خياراً مناسباً للوساطة بين البلدين، فهي الدولة التي تقف على مسافة متساوية بين البلدين،كما أنها ما زالت تحتفظ بسمعة سياسية جيدة في أوروبا وبين دول الشرق الأوسط .
واردف القول ان قبول وساطة تركيه محكومة بعوامل أبرزها انها quot; ترتبط بعلاقات قوية مع طهران وواشنطن وتفهم الإشكالية في العلاقة بين البلدين،ومن جانب اخر ، فإن تركيا التي التقت مع طهران في مواجهة الحركات الكردية المسلحة التي تتخذ من شمال العراق مقرا لها، وهو الأمر الذي لم تخف واشنطن رضاها عنه. علاوة على quot; تفهم تركيا لمواقف الإقليم من إيران وعلاقاتها الإقليمية ولا سيما مع الدول العربية، وكذلك موقفها المعتدل من البرنامج النووي الإيراني quot;.
واكد الدكتور ان quot; رغبة واشنطن في تجنب التصعيد في الملفات الإقليمية الأخرى مثل: الملف اللبناني والانتخابات القادمة في حزيران/ يونيو 2009، والاستفتاء على الاتفاقية الأمنية بين واشنطن و بغداد قد تكون عوامل تدفع باتجاه بداية مبكرة للتفاوض قبل الانتخابات الإيرانية، وذلك لضمان دور ايراني مساند لتجنب مزيد من التوتر فيما يتعلق بهذين الملفين.في هذا السياق قد يكون التركيز على أفغانستان في سياسة واشنطن المتعلقة بما يسمى بـ الحرب على الإرهاب معززاً لفرصة البداية المبكرة للحوار.
التعليقات